[ ص: 431 ] سورة سبإ
مكية في قول الجميع إلا آية منها في قول الضحاك وهي قوله تعالى : والكلبي ويرى الذين أوتوا العلم [سبأ : 6] فإنها مدنية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور
قوله عز وجل : الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض فيه وجهان :
أحدهما : الذي خلق ما في السماوات وما في الأرض .
الثاني : الذي يملك ما في السماوات وما في الأرض .
وله الحمد في الآخرة فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : هو حمد أهل الجنة من غير تكلف فسرورهم بحمده كقولهم : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، قاله . ابن عيسى
الثاني : يعني أن له الحمد في السماوات وفي الأرضين لأنه خلق السماوات قبل الأرضين فصارت هي الأولى ، والأرضون هي الآخرة ، حكاه . النقاش
[ ص: 432 ] الثالث : له الحمد في الآخرة على الثواب والعقاب لأنه عدل منه ، قاله بعض المتأخرين .
وهو الحكيم الخبير يعني الحكيم في أمره ، الخبير بخلقه .
قوله عز وجل : يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ما يلج في الأرض المطر ، وما يخرج منها النبات ، قاله . الضحاك
الثاني : ما يلج فيها الأموات ، قاله ، وما يخرج منها كنوز الذهب والفضة ، والمعادن ، حكاه الكلبي . النقاش
الثالث : ما يلج فيها : البذور ، وما يخرج منها : الزروع .
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : الملائكة تنزل من السماء وتعرج فيها ، قاله . السدي
الثاني : وما ينزل من السماء : القضاء ، وما يعرج فيها : العمل ، وهو محتمل .
الثالث : ما ينزل من السماء : المطر ، قاله ، وما يعرج فيها : الدعاء . وهو محتمل . الضحاك