قوله عز وجل : ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حكى فيه وجهين : الفراء
أحدهما : حتى يؤذن له في الشفاعة .
[ ص: 448 ] الثاني : حتى يؤذن له فيمن يشفع له ، ووجدت الأول قول والثاني قول الكلبي . مقاتل
حتى إذا فزع عن قلوبهم فيه ستة تأويلات :
أحدها : معناه خلي عن قلوبهم الفزع ، قاله ، وقال ابن عباس قطرب : أخرج ما فيها من الخوف .
الثاني : كشف عن قلوبهم الغطاء يوم القيامة ، قاله . مجاهد
الثالث : أنهم الشياطين فزع عن قلوبهم ففارقوا ما كانوا عليه من إضلال أوليائهم ، قاله . ابن زيد
الرابع : أنهم دعوا فاستجابوا من قبورهم مأخوذ من الفزع الذي هو الدعاء والاستصراخ فسمي الداعي فزعا والمجيب فزعا ، قال زهير
إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا قصار ولا عزل
الخامس : أنهم الملائكة فزعوا عند سماع الوحي من الله تعالى لانقطاعه ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام ، وكان لصوته صلصلة كوقع الحديد على الصفا ، فخروا عنده سجودا مخافة القيامة فسألوا فقالوا : ماذا قال ربكم؟ قالوا : الحق أي الوحي ، وهذا معنى قول . كعب
السادس : وهو تأويل قراءة : حتى فرغ عن قلوبهم بالغين معجمة يعني فرغ ما فيها من الشك والشرك . الحسن
قالوا ماذا قال ربكم أي قال لهم الملائكة : ماذا قال ربكم في الدنيا .
قالوا الحق يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يجدوا ما وصفوه عن الله تعالى حقا .
الثاني : أن يصدقوا بما قاله الله تعالى أنه حق .
وهو العلي الكبير
[ ص: 449 ]