قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد
قوله عز وجل : قل إنما أعظكم بواحدة فيه قولان :
أحدهما : يعني بطاعة الله عز وجل ، قاله . مجاهد
الثاني : بلا إله إلا الله ، قاله . السدي
ويحتمل ثالثا : بالقرآن لأنه يجمع كل المواعظ .
أن تقوموا لله مثنى وفرادى يعني أن تقوموا لله بالحق ، ولم يرد القيام على [ ص: 456 ] الأرجل كما قال تعالى : وأن تقوموا لليتامى بالقسط [النساء : 127] . وفي قوله : مثنى وفرادى ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه جماعة وفرادى ، قاله . السدي
الثاني : منفردا برأيه ومشاورا لغيره ، وهذا قول مأثور .
الثالث : مناظرا مع غيره ومفكرا في نفسه ، قاله . ابن قتيبة
ويحتمل رابعا : أن المثنى عمل النهار ، والفرادى عمل الليل ، لأنه في النهار معان وفي الليل وحيد .
ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة قال : أي ليس قتادة بمحمد جنون .
إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد يعني في الآخرة ، قال : وسبب نزولها مقاتل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل كفار قريش ألا يؤذوه ويمنعوا منه لقرابته منهم حتى يؤدي رسالة ربه ، فسمعوه يذكر اللات والعزى في القرآن فقالوا يسألنا ألا نؤذيه لقرابته منا ويؤذينا بسب آلهتنا فنزلت هذه الآية .