قوله عز وجل: وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة يعني آدم عليه السلام. فمستقر ومستودع فيه ستة تأويلات: أحدها: فمستقر في الأرض ومستودع في الأصلاب ، قاله . والثاني: فمستقر في الرحم ومستودع في القبر ، قاله ابن عباس والثالث: فمستقر في أرحام النساء ومستودع في أصلاب الرجال ، قاله ابن مسعود. ، عطاء . [ ص: 149 ] والرابع: فمستقر في الدنيا ومستودع في الآخرة ، قاله وقتادة . والخامس: فمستقر في الأرض ومستودع في القبر ، قاله مجاهد . والسادس: أن المستقر ما خلق ، والمستودع ما لم يخلق ، وهو مروي عن الحسن أيضا. قوله عز وجل: ابن عباس وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فيه قولان: أحدهما: معناه رزق كل شيء من الحيوان. والثاني: نبات كل شيء من الثمار. فأخرجنا منه خضرا يعني زرعا رطبا بخلاف صفته عند بذره. نخرج منه حبا متراكبا يعني السنبل الذي قد تراكب حبه. ومن النخل من طلعها قنوان دانية القنوان جمع قنو وفيه ثلاثة تأويلات: أحدهما: أنه الطلع ، قاله . والثاني: أنه الجمار. والثالث: هي الأعذاق ، قال الضحاك امرؤ القيس:
أثت أعاليه وآدت أصوله ومال بقنوان من البسر أحمرا
دانية فيه قولان: أحدهما: دانية من المجتني لقصر نخلها وقرب تناولها ، قاله . والثاني: دانية بعضها من بعض لتقاربها ، قاله ابن عباس . الحسن وجنات من أعناب يعني بساتين من أعناب. مشتبها وغير متشابه فيه وجهان: أحدهما: مشتبها ورقه مختلفا ثمره ، قاله . [ ص: 150 ] والثاني: مشتبها لونه مختلفا طعمه ، قاله قتادة . الكلبي انظروا إلى ثمره إذا أثمر قرأ حمزة بالضم ، وقرأ الباقون بالفتح ، وفي اختلافه بالضم والفتح قولان: أحدهما: أن الثمر بالضم جمع ثمار ، وبالفتح جمع ثمرة ، قاله والكسائي والثاني: أن الثمر بالضم: المال ، وبالفتح: ثمر النخل ، قاله علي بن عيسى. ، مجاهد وأبو جعفر الطبري. وينعه يعني نضجه وبلوغه.