اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا [ ص: 155 ] لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون
قوله عز وجل: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم يعني اعتداء ، وقرأ أهل مكة عدوا بالتشديد بمعنى أنهم اتخذوه عدوا. وفيه قولان: أحدهما: لا تسبوا الأصنام فتسب عبدة الأصنام من يسبها ، قاله . والثاني: لا تسبوها فيحملهم الغيظ والجهل على أن يسبوا من تعبدون كما سببتم ما يعبدون. السدي كذلك زينا لكل أمة عملهم فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: كما زينا لكم فعل ما أمرناكم به من الطاعات كذلك زينا لمن تقدم من المؤمنين فعل ما أمرناهم به من الطاعات ، قاله . والثاني: كذلك شبهنا لكل أهل دين عملهم بالشبهات ابتلاء لهم حتى قادهم الهوى إليها وعموا عن الرشد فيها. والثالث: كما أوضحنا لكم الحجج الدالة على الحق كذلك أوضحنا لمن قبلكم من حجج الحق مثل ما أوضحنا لكم.
الحسن