خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينـزغنك من [ ص: 288 ] الشيطان نـزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم
قوله عز وجل: خذ العفو فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: العفو من أخلاق الناس وأعمالهم ، قاله ، ابن الزبير ، والحسن . ومجاهد
الثاني: خذ العفو من أموال المسلمين ، وهذا قبل فرض الزكاة ثم نسخ بها ، قاله الضحاك وأحد قولي والسدي . والثالث: خذ العفو من المشركين ، وهذا قبل فرض الجهاد ، قاله ابن عباس . ابن زيد وأمر بالعرف فيه قولان: أحدهما: معناه بالمعروف ، قاله عروة . والثاني: ما روي وقتادة لجبريل حين نزلت عليه هذه الآية: خذ العفو وأمر بالعرف يا جبريل ما هذا؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالم ، قال (ثم عاد جبريل فقال: يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك قاله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال . ابن زيد وأعرض عن الجاهلين فإن قيل فكيف أمر بالإعراض مع وجوب الإنكار عليهم؟ قيل: إنما أراد الإعراض عن السفهاء استهانة بهم. وهذا وإن كان خطابا لنبيه عليه السلام فهو تأديب لجميع خلقه. قوله عز وجل: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن النزغ الانزعاج. والثاني: الغضب. والثالث: الفتنة ، قاله . [ ص: 289 ] مقاتل فاستعذ بالله إنه سميع عليم سميع بجهل من جهل ، عليم بما يزيل عنك النزغ.