ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين   فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون    [ ص: 384 ] فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون   ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب   
قوله عز وجل: ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله  الآية والتي بعدها نزلت في ثعلبة بن حاطب الأنصاري.  وفي سبب نزولها قولان: أحدهما: أنه كان له مال بالشام  خاف هلاكه فنذر أن يتصدق منه ، فلما قدم عليه بخل به ، قاله  الكلبي   . والثاني: أن مولى  لعمر  قتل رجلا لثعلبة  فوعد إن أوصل الله الدية إليه أخرج حق الله تعالى منها ، فلما وصلت إليه بخل بحق الله تعالى أن يخرجه ، قاله  مقاتل   . وقيل إن ثعلبة  لما بلغه ما نزل فيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: (إن الله تعالى منعني أن أقبل منك صدقتك فجعل يحثي على رأسه التراب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئا). 
				
						
						
