قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين وفي الذي أشار عليهم بذلك قولان: أحدهما: أنه رجل من أعراب فارس يعني أكراد فارس ، قاله ، ابن عمر ومجاهد. وابن جريج.
الثاني: أنه هيزون فخسف الله به الأرض وهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وقيل إن إبراهيم حين أوثق ليلقى في النار فقال: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين ، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك. وقال كانت كلمة عبد الله بن عمر: إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل. قال فما أحرقت النار منه إلا وثاقه. قال قتادة: ألقي ابن جريج: إبراهيم في النار وهو ابن ست وعشرين سنة. وقال كعب: لم يبق في الأرض يومئذ إلا من يطفئ عن إبراهيم النار ، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه ؛ فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها. قال بنوا له أتونا ألقوه فيه ، وأوقدوا عليه النار سبعة أيام ، ثم أطبقوه عليه وفتحوه من الغد ، فإذا هو عرق أبيض لم يحترق ، وبردت نار الأرض فما أنضجت يومئذ كراعا. الكلبي:
[ ص: 454 ] قوله تعالى: قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم جعل الله فيها بردا يدفع حرها ، وحرا يدفع بردها ، فصارت سلاما عليه. قال ولو لم يقل (سلاما) لكان بردها أشد عليه من حرها ، ولو لم يقل (على أبو العالية: إبراهيم) لكان بردها باقيا على الأبد.