قوله تعالى: ونجيناه ولوطا قيل : إن لوطا كان ابن أخي إبراهيم فآمن به ، قال تعالى: فآمن له لوط [العنكبوت: 26] فلذلك نجاهما الله. إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين [فيه] ثلاثة أقاويل: أحدها: من أرض العراق إلى أرض الشام قاله ، قتادة وابن جريج.
الثاني: إلى أرض بيت المقدس ، قاله أبو العوام.
الثالث: إلى مكة ، قاله . وفي بركتها ثلاثة أقاويل: أحدها: أن منها بعث الله أكثر الأنبياء. ابن عباس
الثاني: لكثرة خصبها ونمو نباتها.
الثالث: عذوبة مائها وتفرقه في الأرض منها. قال ليس ماء عذب إلا يهبط من السماء إلى الصخرة التي أبو العالية: ببيت المقدس ، ثم يتفرق في الأرض. قال كعب الأحبار ، والذي نفسي بيده إن العين التي بدارين لتخرج من تحت هذه الصخرة ، يعني عينا في البحر.
[ ص: 455 ] قوله تعالى: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة فيها ثلاثة أوجه: أحدها: أن النافلة الغنيمة ، قال لبيد:
لله نافلة الأفضل.
الثاني: أن النافلة الابن ، حكاه السدي.
الثالث: أنها الزيادة في العطاء. وفيما هو زيادة قولان: أحدهما: أن يعقوب هو النافلة ، لأنه دعا بالولد فزاده الله ولد الولد ، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني: أن إسحاق ويعقوب هما جميعا نافلة ؛ لأنهما زيادة على ما تقدم من النعمة عليه ، قاله ، مجاهد قوله عز وجل: وعطاء. ولوطا آتيناه حكما وعلما فيه تأويلان: أحدهما: أنه القضاء بالحق بين الخصوم قاله ابن عيسى.
الثاني: النبوة ، قاله ... ... وعلما يعني فهما. ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث وهي قرية سدوم. وفي الخبائث التي كانوا يعملونها قولان: أحدهما: اللواط.
الثاني: الضراط ونجيناه قيل من قلب المدائن ورمي الحجارة.