قوله تعالى : إن الذين يكتمون ما أنزل الله الآية .
أخرج ، عن ابن جرير في قوله : عكرمة إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ، والتي في "آل عمران" : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا نزلتا جميعا في يهود .
وأخرج ، عن ابن جرير في الآية قال : كتموا اسم السدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأخذوا عليه طمعا قليلا .
وأخرج ، عن ابن جرير : أبي العالية إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب قال : هم أهل الكتاب، كتموا ما أنزل الله [ ص: 135 ] عليهم في كتابهم من الحق والهدى والإسلام وشأن محمد ونعته، أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار يقول : ما أخذوا عليه من الأجر فهو نار في بطونهم .
وأخرج بسند ضعيف، عن الثعلبي قال : سألت الملوك اليهود قبل مبعث ابن عباس محمد صلى الله عليه وسلم : ما الذي تجدون في التوراة؟ قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله يبعث نبيا من بعد المسيح يقال له : محمد؛ بتحريم الزنى والخمر والملاهي وسفك الدماء، فلما بعث الله محمدا ونزل المدينة، قالت الملوك لليهود : هذا الذي تجدون في كتابكم؟ فقالت اليهود طمعا في أموال الملوك : ليس هذا بذاك النبي ، فأعطاهم الملوك الأموال، فأنزل الله هذه الآية إكذابا لليهود .
وأخرج بسند ضعيف، عن الثعلبي قال : ابن عباس نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم، فعمدوا إلى صفة محمد فغيروها، ثم أخرجوها إليهم، وقالوا : هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان، لا يشبه نعت هذا النبي . فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفا لصفة محمد فلم يتبعوه، فأنزل الله : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب .