قوله تعالى : وأنيبوا إلى ربكم الآيات .
أخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير : قتادة وأنيبوا إلى ربكم قال : أقبلوا إلى ربكم .
وأخرج عن ابن المنذر عبيد بن يعلى قال : الإنابة الدعاء .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس أن تقول نفس الآيات، قال : أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قبل أن يعملوه . قال : ولا ينبئك مثل خبير [فاطر : 14 ]، أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين يقول : المخوفين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين يقول : من المهتدين، فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا [ ص: 682 ] على الهدى قال الله تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون [الأنعام : 38 ]، وقال : ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة [الأنعام : 110 ] . قال : ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا .
وأخرج ، آدم بن أبي إياس ، وعبد بن حميد ، وابن جرير وابن المنذر في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي في قوله : مجاهد على ما فرطت في جنب الله قال : في ذكر الله .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير قتادة أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين قال : فلم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى جعل يسخر بأهل طاعة الله، قال : هذا قول صنف منهم أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين قال : هذا قول صنف منهم آخر أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين قال : من رجعة إلى الدنيا قال : هذا صنف آخر، يقول الله ردا لقولهم وتكذيبا لهم : بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين .
[ ص: 683 ] وأخرج أحمد والنسائي وصححه، والحاكم عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني، فيكون عليه حسرة وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هداني . فيكون له شكرا . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله .
وأخرج عن ابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة ما جلس قوم مجلسا لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن كانوا من أهل الجنة . فقالوا يا نبي الله وكيف؟ قال : يرون ثواب كل مجلس ذكروا الله فيه، ولا يرون ثواب ذلك المجلس فيكون عليهم حسرة .
وأخرج في "تاريخه" البخاري ، والطبراني عن وابن مردويه قال : أبي بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين) . كسرهن جميعا .
وأخرج وصححه، الحاكم وابن مردويه ، والخطيب عن وابن النجار ، أم سلمة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها [ ص: 684 ] واستكبرت وكنت من الكافرين) .
وأخرج عن عبد بن حميد أنه قرأ : (بلى قد جاءتك آياتي) بنصب الكاف، (فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين) بنصب التاء فيهن كلهن، عاصم وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم على الجماع .