[ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم
40 - سورة غافر .
مكية .
مقدمة سورة غافر .
أخرج ابن الضريس، والنحاس، في "الدلائل"، عن والبيهقي قال : أنزلت الحواميم السبع ابن عباس بمكة .
وأخرج عن ابن جرير قال : أخبرني الشعبي أن آل "حم" إنما أنزلت مسروق بمكة .
وأخرج ابن مردويه عن والديلمي قال : نزلت الحواميم جميعا سمرة بن جندب بمكة .
وأخرج عن ابن مردويه قال : أنزلت ابن عباس سورة "حم المؤمن" بمكة .
وأخرج عن ابن مردويه قال : نزلت سورة "المؤمن" ابن الزبير بمكة .
وأخرج محمد بن نصر، عن وابن مردويه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنس بن مالك إن الله أعطاني السبع مكان التوراة وأعطاني الراءات [ ص: 6 ] إلى الطواسين مكان الإنجيل، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي .
وأخرج في "فضائله" عن أبو عبيد قال : إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن ابن عباس . آل "حم"
وأخرج ، أبو عبيد وابن الضريس، ، وابن المنذر والحاكم، في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي قال : الحواميم ديباج القرآن . ابن مسعود
وأخرج ، أبو عبيد ، ومحمد بن نصر ، عن وابن المنذر قال : إذا وقعت في الحواميم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن . ابن مسعود
وأخرج محمد بن نصر، من وجه آخر عن وحميد بن زنجويه، قال : إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال : عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب، فقيل له : إن مثل الغيث الأول [ ص: 7 ] مثل عظم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل آل "حم" في القرآن . ابن مسعود
وأخرج أبو الشيخ، وأبو نعيم، عن والديلمي، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس الحواميم ديباج القرآن .
وأخرج وابن مردويه عن والديلمي، مرفوعا : سمرة بن جندب الحواميم روضة من رياض الجنة .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي الخليل بن مرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع، تجيء كل "حم" منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول : اللهم لا يدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤني .
وأخرج الدارمي ، عن ومحمد بن نصر قال : كن الحواميم [ ص: 8 ] يسمين العرائس . سعد بن إبراهيم
وأخرج ، أبو عبيد ، وابن سعد ، ومحمد بن نصر عن والحاكم، ، أنه بنى مسجدا، فقيل له : ما هذا فقال لآل "حم" . أبي الدرداء
وأخرج الترمذي، والبزار، ، ومحمد بن نصر وابن مردويه، في "الشعب" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة إليه المصير وآية الكرسي حين يصبح، حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح . من قرأ : حم المؤمن إلى
قوله تعالى : حم
أخرج عن ابن الضريس إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لكل شجرة ثمر، وثمر القرآن ذوات "حم"، هن روضات مخصبات معشبات ومتجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم، ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، ومن قرأ "حم تنزيل" السجدة . وتبارك الذي بيده الملك [الملك : 1] في يوم وليلة فكأنما وافق ليلة القدر، ومن قرأ : إذا زلزلت الأرض زلزالها [الزلزلة : 1] . [ ص: 9 ] فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ : قل يا أيها الكافرون [الكافرون : 1] . فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ قل هو الله أحد [الإخلاص : 1] عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة . فقال إذن نستكثر من القصور . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكثر وأطيب، ومن قرأ : قل أعوذ برب الناس [الناس : 1] وقل أعوذ برب الفلق [الفلق : 1] . لم يبق شيء من الشر إلا قال : أي رب أعذه من شري . ومن قرأ أم القرآن فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ ألهاكم التكاثر [التكاثر : 1] فكأنما قرأ ألف آية . أبو بكر الصديق :
وأخرج عن ابن مردويه قال : "حم" اسم من أسماء الله تعالى . أبي أمامة
وأخرج في "المصنف" عبد الرزاق وأبو عبيد ، ، وابن سعد وابن أبي شيبة، وأبو داود، والترمذي، وصححه، والحاكم عن وابن مردويه، المهلب بن أبي صفرة قال : الخندق : إن بيتم الليلة فقولوا : حم لا ينصرون . حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليلة
[ ص: 10 ] وأخرج ابن أبي شيبة، والنسائي، والحاكم، عن وابن مردويه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البراء بن عازب، إنكم تلقون عدوكم غدا، فليكن شعاركم حم لا ينصرون .
وأخرج في "الدلائل" عن أبو نعيم قال : أنس بحنين فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم، وقال : حم لا ينصرون . فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعنا برمح . انهزم المسلمون
وأخرج البغوي، ، عن والطبراني شيبة بن عثمان قال : حنين تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء فنفخ في وجوههم، وقال : شاهت الوجوه، حم لا ينصرون . لما كان يوم
[ ص: 11 ] وأخرج عن عبد بن حميد أن رجلا كان ذا بأس، وكان يوفد إلى يزيد بن الأصم، لبأسه، وكان من أهل عمر الشام، وأن فقده فسأل عنه فقيل له : تتايع في هذا الشراب فدعا عمر كاتبه فقال له : اكتب : من عمر إلى فلان بن فلان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو عمر بن الخطاب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ثم دعا وأمن من عنده، فدعوا له أن يقبل الله عليه بقلبه وأن يتوب عليه، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرؤها ويقول : غافر الذنب قد وعدني الله أن يغفر لي، وقابل التوب شديد العقاب قد حذرني الله عقابه، ذي الطول والطول الخير الكثير إليه المصير فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى، ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ أمره قال : هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم في زلة، فسددوه ووفقوه، وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه . عمر
[ ص: 12 ] وأخرج عن عبد بن حميد قال : كان شاب قتادة بالمدينة صاحب وكان عمر معجبا به، فانطلق إلى عبادة، مصر ففسد، فجعل لا يمتنع عن شر، فقدم على بعض أهله، فسأله حتى سأله عن الشاب فقال : لا تسألني عنه . قال : لم؟ قال : إنه فسد وخلع . فكتب إليه عمر من عمر : إلى فلان عمر حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير فجعل يقترئها على نفسه فأقبل بخير .
وأخرج في "العظمة" عن أبو الشيخ في قوله : الحسن غافر الذنب وقابل التوب قال : غافر الذنب لمن لم يتب، وقابل التوب ممن تاب .
وأخرج ابن المنذر، ، عن وابن أبي حاتم قال : جاء رجل إلى أبي إسحاق السبيعي فقال : يا أمير المؤمنين، إني قتلت فهل لي من توبة؟ فقرأ عليه : عمر بن الخطاب حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب وقال : اعمل ولا تيأس .
وأخرج ابن المنذر، ، وابن أبي حاتم في "الأسماء والصفات"، عن [ ص: 13 ] والبيهقي ابن عباس ذي الطول قال : ذي السعة والغنى .
وأخرج عن عبد بن حميد مجاهد : ذي الطول قال : ذي الغنى .
وأخرج عن عبد بن حميد قتادة : ذي الطول قال : ذي النعم .
وأخرج عبد بن حميد، ، عن وابن المنذر عكرمة ذي الطول قال : ذي المن .
وأخرج في "الأوسط"، الطبراني عن وابن مردويه، في قوله : ابن عمر غافر الذنب وقابل التوب الآية . قال : غافر الذنب لمن يقول : لا إله إلا الله . وقابل التوب ممن يقول : لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول : لا إله إلا الله ذي الطول ذي الغنى لا إله إلا هو كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه، إليه المصير مصير من يقول : لا إله إلا الله فيدخله الجنة، ومصير من لا يقول : لا إله إلا الله فيدخله النار .
وأخرج ابن أبي شيبة، ، عن وابن أبي حاتم قال : كنت مع ثابت البناني مصعب بن الزبير في سواد الكوفة، فدخلت حائطا أصلي ركعتين، فافتتحت : [ ص: 14 ] "حم المؤمن" حتى بلغت : لا إله إلا هو إليه المصير فإذا رجل خلفي على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقال : إذا قلت : غافر الذنب فقل : يا غافر الذنب اغفر لي . وإذا قلت : وقابل التوب فقل : يا قابل التوب اقبل توبتي . وإذا قلت : شديد العقاب فقل : يا شديد العقاب لا تعاقبني - ولفظ اعف عني - وإذ قلت : ابن أبي شيبة : ذي الطول فقل : يا ذا الطول طل علي بخير . قال : فقلتها ثم التفت فلم أر أحدا، فخرجت إلى الباب فقلت : مر بكم رجل عليه مقطعات يمنية؟ قالوا : ما رأينا أحدا، كانوا يرون أنه إلياس .