قوله تعالى : ولو بسط الله الرزق الآية . أخرج وسعيد بن منصور، ابن المبارك وعبد بن حميد، [ ص: 158 ] وابن جرير، ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وابن مردويه، في "الحلية" وأبو نعيم في "شعب الإيمان" بسند صحيح عن والبيهقي أبي هانئ الخولاني قال : سمعت وغيره يقولون : إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة، عمرو بن حريث ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا فتمنوا الدنيا .
وأخرج وصححه الحاكم في "الشعب" عن والبيهقي قال : إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة علي ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا! فتمنوا الدنيا .
وأخرج ، عن ابن جرير في الآية قال : يقال خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك، قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قتادة أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها . فقال له قائل : يا نبي الله هل يأتي الخير بالشر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم . هل يأتي الخير بالشر؟ فأنزل الله عليه عند ذلك ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وكان إذا نزل عليه [ ص: 159 ] كرب لذلك وتربد وجهه حتى إذا سري عنه، قال : هل يأتي الخير بالشر؟ يقولها ثلاثا، إن الخير لا يأتي إلا بالخير ولكنه والله ما كان ربيع قط إلا أحبط أو ألم فأما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في سبيل الله التي افترض وارتضى فذلك عبد أريد به خير وعزم له على الخير وأما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في شهواته ولذاته وعدله عن حق الله عليه فذلك عبد أريد به شر وعزم له على شر .
وأخرج الطيالسي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو يعلى، والنسائي، عن وابن حبان، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زينة الدنيا وزهرتها . فقال له رجل : يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر؟ فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا أنه ينزل عليه فقيل له : ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح عنه الرحضاء فقال : أين السائل؟ فرأينا أنه حمده، فقال : إن [ ص: 160 ] الخير لا يأتي بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى امتلأت خاصرتاها فاستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن المال حلوة خضرة ونعم صاحب المسلم هو إن وصل الرحم وأنفق في سبيل الله ومثل الذي يأخذه بغير حقه، كمثل الذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة .
وأخرج عن عبد بن حميد، قتادة : ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض قال : كان يقال : خير العيش ما لا يطغيك ولا يلهيك .
وأخرج في "كتاب الأولياء" ابن أبي الدنيا في "نوادر الأصول"، والحكيم الترمذي، وابن مردويه، في "الحلية"، وأبو نعيم في "الأسماء والصفات" والبيهقي في "تاريخه" عن وابن عساكر أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله قال : يقول الله عز وجل : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرود وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي المؤمن يتقرب إلي بالنوافل حتى [ ص: 161 ] أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن؛ يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه، وإن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الباب من العبادة فأكفه عنه أن لا يدخله عجب فيفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك إني أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : مجاهد ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا قال : المطر .