قوله تعالى : واعبدوا الله الآية .
أخرج أحمد، ، عن والبخاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سهل بن سعد «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى» .
[ ص: 414 ] وأخرج عن أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة، «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين» وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى .
وأخرج ابن سعد، ، عن وأحمد عمرو بن مالك القشيري : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله، ومن ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة» . «من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار،
وأخرج عن الحكيم الترمذي، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك وقرن بين إصبعيه . «من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين»
وأخرج عن الحكيم الترمذي أم سعد بنت مرة الفهرية، عن أبيها قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى الله، في الجنة كهاتين – أو- كهذه من هذه» .
قوله تعالى : والجار ذي القربى والجار الجنب الآية .
أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "شعب [ ص: 415 ] الإيمان" من طرق، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس والجار ذي القربى يعني الذي بينك وبينه قرابة، والجار الجنب يعني الذي ليس بينك وبينه قرابة .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم نوف الشامي في قوله : والجار ذي القربى قال : المسلم، والجار الجنب قال : اليهودي والنصراني .
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، عن ومسلم أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، عن ومسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عائشة : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة في "الأدب المفرد"، عن والبخاري أنه ذبحت له شاة، يقول : أهديت لجارنا اليهودي؟ [ ص: 416 ] أهديت لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عبد الله بن عمرو، «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» .
وأخرج في "الأدب"، البخاري ، وأبو يعلى وصححه، عن والحاكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عباس «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع» .
وأخرج في "الأدب"، عن البخاري : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمر «كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول : يا رب، هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه» .
وأخرج البخاري، ، عن ومسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه» .
وأخرج في "الأدب"، البخاري وصححه، والحاكم في "الشعب"، عن والبيهقي قال : أبي هريرة قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا خير [ ص: 417 ] فيها، هي من أهل النار» قالوا : وفلانة تصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتصدق بأثوار، ولا تؤذي أحدا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هي من أهل الجنة» .
وأخرج في الأدب، البخاري وصححه، عن والحاكم قالت : عائشة قلت : يا رسول الله، إن لي جارين . فإلى أيهما أهدي؟ قال : «إلى أقربهما منك بابا» .
وأخرج في "الأدب" عن البخاري قال : لا يبدأ بجاره الأقصى قبل الأدنى، ولكن يبدأ بالأدنى قبل الأقصى . أبي هريرة
وأخرج في "الأدب" عن البخاري ، أنه سئل عن الجار فقال : أربعين دارا أمامه، وأربعين خلفه، وأربعين عن يمينه، وأربعين عن يساره . الحسن
وأخرج في "الأدب"، البخاري وصححه، والحاكم عن والبيهقي قال : أبي هريرة قال رجل : يا رسول الله، إن لي جارا يؤذيني، فقال : «انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق» فانطلق فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه فقالوا : ما شأنك؟ قال : لي جار يؤذيني . فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : «انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق» فجعلوا يقولون : اللهم العنه، اللهم أخزه . فبلغه فأتاه [ ص: 418 ] فقال : ارجع إلى منزلك، فوالله لا أؤذيك أبدا .
وأخرج في "الأدب"، البخاري عن والبيهقي قال : أبي جحيفة شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاره فقال : «احمل متاعك فضعه على الطريق، فمن مر به يلعنه» فجعل كل من يمر به يلعنه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «ما لقيت من لعنة الناس؟» . فقال : «إن لعنة الله فوق لعنتهم» وقال للذي شكا : «كفيت» . أو نحوه .
وأخرج في "الأدب" عن البخاري قال : ما من جار يظلم جاره ويقهره حتى يحمله ذلك على أن يخرج من منزله إلا هلك . ثوبان
وأخرج وصححه عن الحاكم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قالوا : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : «جار لا يأمن جاره بوائقه» قالوا : فما بوائقه؟ قال : «شره» .
وأخرج ابن أبي شيبة عن والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس «ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله» .
[ ص: 419 ] وأخرج وصححه، عن الحاكم مرفوعا : ابن مسعود «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فمن أعطاه الإيمان فقد أحبه، والذي نفس محمد بيده، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه» .
وأخرج أحمد عن والحاكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عمر : «لا يشبع الرجل دون جاره» .
وأخرج عن أحمد قال : أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
وأخرج أحمد، ، عن والبخاري أبي شريح الكعبي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» يا رسول الله، ومن؟ قال : «الذي لا يأمن جاره بوائقه»
وأخرج من طريق أحمد أبي العالية جبريل، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» ثم قال : «أما إنك لو سلمت رد عليك السلام» . عن رجل من الأنصار قال : خرجت من أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه مقبل عليه، فظننت أن لهما حاجة، فلما انصرف قلت : يا رسول الله، لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت [ ص: 420 ] أرثي لك من طول القيام، قال : «أوقد رأيته؟» قلت : نعم، قال : «أتدري من هو» قلت : لا، قال : «ذاك
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره» .
وأخرج عن ابن أبي شيبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه يورثه» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة والحاكم ، عن وابن عساكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «اللهم إني أعوذ بك من جار سوء في دار المقامة؛ فإن جار البادية يتحول» .
وأخرج عن ابن أبي شيبة أبي لبابة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا قليل من أذى الجار» .
[ ص: 421 ] وأخرج أحمد، في "الأدب"، والبخاري ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : المقداد بن الأسود «ما تقولون في الزنى؟» قالوا : حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره» . وقال : «ما تقولون في السرقة؟» قالوا : حرمها الله ورسوله فهي حرام، قال : «لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره» .
قوله تعالى : والصاحب بالجنب .
أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "شعب الإيمان" عن والبيهقي في قوله : ابن عباس والصاحب بالجنب قال : الرفيق في السفر .
وأخرج عن ابن جرير سعيد بن جبير، ، مثله . ومجاهد
وأخرج في "نوادر الأصول"، الحكيم الترمذي ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم زيد بن أسلم : والصاحب بالجنب قال : هو جليسك في الحضر، ورفيقك في السفر، وامرأتك التي تضاجعك .
وأخرج ، من طريق ابن جرير عن ابن أبي فديك، فلان بن عبد الله، عن الثقة عنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه رجل من أصحابه وهما على راحلتين، [ ص: 422 ] فدخل النبي صلى الله عليه وسلم في غيضة طرفاء، فقطع قصيلين؛ أحدهما معوج والآخر معتدل، فخرج بهما فأعطى صاحبه المعتدل، وأخذ لنفسه المعوج، فقال الرجل : يا رسول الله، أنت أحق بالمعتدل مني . فقال : «كلا يا فلان، إن كل صاحب يصحب صاحبا مسؤول عن صحابته، ولو ساعة من نهار» .
وأخرج في "الأدب المفرد"، البخاري ، والترمذي ، وابن جرير ، عن والحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمرو، «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : علي والصاحب بالجنب قال : المرأة .
وأخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن والطبراني ، مثله . ابن مسعود
[ ص: 423 ] وأخرج ، عن ابن جرير ، مثله . ابن عباس
قوله تعالى : وما ملكت أيمانكم .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد وما ملكت أيمانكم قال : مما خولك الله فأحسن صحبته، كل هذا أوصى الله به .
وأخرج عن ابن أبي حاتم : مقاتل وما ملكت أيمانكم يعني : من عبيدكم وإمائكم . يوصي الله بهم خيرا أن تؤدوا إليهم حقوقهم التي جعل الله لهم .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وأحمد ، والبخاري ، عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر «إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم» .
وأخرج في "الأدب"، عن البخاري قال : جابر بن عبد الله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا ويقول : «أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم من لبوسكم، ولا [ ص: 424 ] تعذبوا خلق الله» .
وأخرج عن ابن سعد ، أبي الدرداء أنه رئي عليه برد وثوب أبيض، وعلى غلامه برد وثوب أبيض، فقيل له، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اكسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون» .
وأخرج في "الأدب المفرد"، البخاري ، وأبو داود في "الشعب"، عن والبيهقي قال : علي، كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم : «الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم» .
وأخرج عن البزار قال : أبي رافع توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : «الله الله وما ملكت أيمانكم، والصلاة» فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج في "الدلائل"، عن البيهقي أم سلمة قالت : كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته : «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم» حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه .
[ ص: 425 ] وأخرج أحمد، في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي قال : أنس كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت : «الصلاة وما ملكت أيمانكم» حتى جعل يغرغرها في صدره وما يفيض بها لسانه .
وأخرج ، عبد الرزاق ، ومسلم في "الشعب"، عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق» .
وأخرج عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي ذر، «إن الفقير عند الغني فتنة، وإن الضعيف عند القوي فتنة، وإن المملوك عند المليك فتنة، فليتق الله وليكلفه ما يستطيع، فإن أمره أن يعمل بما لا يستطيع فليعنه عليه، فإن لم يفعل فلا يعذبه» .
وأخرج أحمد، ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر «من لايمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ومن لا يلايمكم منهم فبيعوا، ولا تعذبوا خلق الله» .
[ ص: 426 ] وأخرج الطبراني، عن والبيهقي رافع بن مكيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سوء الخلق شؤم، وحسن الملكة نماء، والبر زيادة في العمر، والصدقة تدفع ميتة السوء» .
وأخرج عن البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي بكر الصديق «لا يدخل الجنة سيئ الملكة» .
وأخرج أبو داود، وحسنه، والترمذي ، عن البيهقي قال : ابن عمر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، كم نعفو عن العبد في اليوم؟ قال : «سبعين مرة» .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري «إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله، فليمسك» .
وأخرج في "نوادر الأصول"، الحكيم الترمذي ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر «لا تضربوا الرقيق؛ فإنكم لا تدرون ما توافقون» .
[ ص: 427 ] وأخرج عن البيهقي قال : ابن عمر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما حق امرأتي علي؟ قال : «تطعمها مما تأكل، وتكسوها مما تكتسي» قال : فما حق جاري علي؟ قال : «تنوشه معروفك، وتكف عنه أذاك» قال : فما حق خادمي علي؟ قال : «هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة» .
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق وابن سعد، ، عن وأحمد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : كذا قال «أرقاءكم، أرقاءكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم» . عن ابن سعد : عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب . وقال عبد الرزاق : عن وأحمد عبد الرحمن بن يزيد .
وأخرج عن عبد الرزاق داود بن أبي عاصم قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «صه، أطت السماء، وحق لها أن تئط؛ ما في السماء موضع كف - أو [ ص: 428 ] قال : شبر - إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا الله وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاءوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم، ولا تعذبوا عباد الله» .
وأخرج عن عبد الرزاق قال : عكرمة مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي مسعود الأنصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «والله، لله أقدر عليك منك على هذا» قال : ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمثل الرجل بعبده، فيعور أو يجدع، قال : «أشبعوهم ولا تجيعوهم، واكسوهم ولا تعروهم، ولا تكثروا ضربهم؛ فإنكم مسؤولون عنهم، ولا تفدحوهم بالعمل، فمن كره عبده فليبعه، ولا يجعل رزق الله عليه عناء» .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن ومسلم زاذان قال : كنت جالسا عند ، فدعا بعبد له فأعتقه، ثم قال : ما لي من أجره ما يزن هذا - وأخذ شيئا بيده - إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمر «من ضرب عبدا له حدا لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه» .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، عن والنسائي سويد بن مقرن قال : بني مقرن سبعة على عهد [ ص: 429 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا خادم ليس لنا غيرها، فلطمها أحدنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أعتقوها» فقلنا : ليس لنا خادم غيرها يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «تخدمكم حتى تستغنوا عنها، ثم خلوا سبيلها» . كنا
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة في "الأدب"، عن والبخاري قال : لا يضرب أحد عبدا له وهو ظالم له إلا أقيد منه يوم القيامة . عمار بن ياسر
وأخرج عن عبد الرزاق قال : أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه . أبي هريرة
وأخرج ، عبد الرزاق وصححه، عن والترمذي أبي مسعود الأنصاري قال : بينا أنا أضرب غلاما لي إذ سمعت صوتا من ورائي، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «والله، لله أقدر عليك منك على هذا» فحلفت أن لا أضرب مملوكا لي أبدا .
وأخرج عن عبد الرزاق قال : الحسن بينا رجل يضرب غلاما له، وهو [ ص: 430 ] يقول : أعوذ بالله . وهو يضرب، إذ بصر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أعوذ برسول الله . فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أما والله، لله أحق أن يعاذ من استعاذ به مني» فقال الرجل : يا رسول الله، فهو لوجه الله . قال : «والذي نفسي بيده، لو لم تفعل لواقع وجهك سفع النار» .
وأخرج عن عبد الرزاق ابن التيمي قال : حلفت أن أضرب مملوكة لي، فقال لي أبي : إنه قد بلغني أن النفس تدور في البدن، فربما كان قرارها الرأس، وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا - حتى عدد مواضع - فتقع الضربة عليها فتتلف، فلا تفعل .
وأخرج في "الزهد" عن أحمد أن أبي المتوكل الناجي، كانت لهم وليدة فلطمها ابنه يوما لطمة فأقعده لها، وقال : اقتصي . فقالت : قد عفوت، فقال : إن كنت عفوت فاذهبي فادعي من هناك من حرام، [ ص: 431 ] فأشهديهم أنك قد عفوت . فذهبت فدعتهم فأشهدتهم أنها قد عفت، فقال : اذهبي فأنت لله، وليت آل أبا الدرداء ينقلبون كفافا . أبي الدرداء
وأخرج عن أحمد قال : دخلنا على أبي قلابة وهو يعجن قلنا : ما هذا؟ قال : بعثنا الخادم في عمل، فكرهنا أن نجمع عليها عملين . سلمان
قوله تعالى : إن الله لا يحب من كان مختالا الآية .
أخرج عن ابن جرير في قوله : مجاهد إن الله لا يحب من كان مختالا قال : متكبرا، فخورا قال : بعد أعطى وهو لا يشكر الله .
وأخرج أبو يعلى في "المختارة"، عن والضياء المقدسي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي سعيد الخدري «إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة أقبلت النار يركب بعضها بعضا، وخزنتها يكفونها، وهي تقول : وعزة ربي لتخلن بيني وبين أزواجي، أو لأغشين الناس عنقا واحدا، فيقولون : [ ص: 432 ] ومن أزواجك؟ فتقول : كل متكبر جبار . فتخرج لسانها فتلقطهم به من بين ظهراني الناس، فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر، ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها، وهي تقول : وعزة ربي لتخلن بيني وبين أزواجي، أو لأغشين الناس عنقا واحدا، فيقولون : ومن أزواجك؟ فتقول : كل مختال فخور، فتلقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر ويقضي الله بين العباد» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وأبو داود ، والنسائي في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي جابر بن عتيك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، وإن من الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة، وأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في [ ص: 433 ] الفخر والبغي» .
وأخرج أحمد، وصححه، عن والحاكم جابر بن سليم الهجيمي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فقلت : عليك السلام يا رسول الله، فقال : «عليك السلام تحية الميت؛ سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم» أي : هكذا فقل . قال : فسألته عن الإزار، فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه، فقال : «ههنا ائتزر، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور» .
وسألته عن المعروف فقال : «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه» .
[ ص: 434 ] وأخرج أحمد، ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "الشعب" عن والبيهقي قال : مطرف بن عبد الله بلغني أنك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم أن الله يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة . قال : أجل، قلت : من الثلاثة الذين يحبهم الله؟ قال : رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا، فلقي العدو فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل، ثم قرأ هذه الآية : لأبي ذر : إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص [الصف : 4] ورجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه، إما بحياة وإما بموت، ورجل سافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى فضربوا رؤوسهم، ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده . قلت : فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله قال : المختال الفخور، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل، ثم تلا : إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا [النساء : 36] قلت : ومن؟ قال : البخيل المنان، قلت : ومن؟ قال : البائع الحلاف . قلت
وأخرج عن ابن جرير أبي رجاء الهروي قال : لا تجده سيئ الملكة إلا [ ص: 435 ] وجدته مختالا فخورا، وتلا : وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا [النساء : 36] . ولا عاقا إلا وجدته جبارا شقيا . وتلا : وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا [مريم : 32] .
وأخرج عن ابن أبي حاتم مثله . العوام بن حوشب،
وأخرج أحمد، ، وأبو داود ، والنسائي والبغوي، والباوردي، ، وابن أبي حاتم ، والطبراني بلهجيم قال : قلت : يا رسول الله، أوصني، قال : «إياك وإسبال الإزار؛ فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة» . عن رجل من
وأخرج البغوي، في "معجم الصحابة"، وابن قانع ، والطبراني ، عن وابن مردويه قال : ثابت بن قيس بن شماس إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا فذكر الكبر فعظمه، فبكى ثابت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما يبكيك؟» فقال : يا رسول الله، إني لأحب الجمال، حتى إنه ليعجبني أن يحسن شراك نعلي . قال : «فأنت من أهل الجنة؛ إنه ليس بالكبر أن تحسن راحلتك ورحلك، ولكن الكبر من سفه [ ص: 436 ] الحق وغمص الناس» . كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الآية :
وأخرج عن أحمد سمرة بن فاتك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو أخذ من لمته، وشمر من مئزره» . سمرة «نعم الفتى