[ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : لا خير في كثير من نجواهم الآية .
أخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس : (من جاءك يناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت عنه ذاك، لا تناجيه) .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم مقاتل بن حيان إلا من أمر بصدقة أو معروف قال : المعروف القرض .
وأخرج ، عبد بن حميد ، والترمذي ، وابن ماجه في (الصمت)، وابن أبي الدنيا في زوائد ((الزهد))، وعبد الله بن أحمد ، وابن المنذر ، وابن مردويه في (شعب الإيمان) من طريق والبيهقي محمد بن يزيد بن خنيس قال : دخلنا على نعوده ومعنا سفيان الثوري سعيد بن حسان المخزومي فقال له أعد علي الحديث الذي كنت حدثتنيه عن سفيان : أم صالح، قال : حدثتني أم صالح بنت صالح، عن عن صفية بنت شيبة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : [ ص: 6 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم حبيبة آدم كله عليه لا له، إلا أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو ذكرا لله عز وجل)، (كلام ابن فقال محمد بن يزيد : ما أشد هذا الحديث! فقال وما شدة هذا الحديث؟ إنما جاءت به امرأة، عن امرأة، هذا في كتاب الله الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم، أما سمعت الله يقول : سفيان : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ؟ فهو هذا بعينه، أوما سمعت الله يقول : يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا [النبإ : 38] فهو هذا بعينه، أوما سمعت الله يقول : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر [العصر : 1-3]؟ فهو هذا بعينه .
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن والبيهقي أبي شريح الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت) .
وأخرج البخاري، ، عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 7 ] سهل بن سعد، (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة) .
وأخرج أحمد، في (الأدب)، والبخاري وصححه، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة (إن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان : الفم والفرج) .
وأخرج مسلم، ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، والبيهقي سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله، مرني بأمر أعتصم به في الإسلام . قال : (قل : آمنت بالله ثم استقم)، قلت : يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ قال : (هذا) وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه . عن
وأخرج عن البيهقي قال : حدثني صاحب هذه الدار - يعني أبي عمرو الشيباني - قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال : (الصلاة على ميقاتها)، قلت : ثم ماذا يا رسول الله؟ قال : (ثم بر [ ص: 8 ] الوالدين)، قلت : ثم ماذا يا رسول الله؟ قال : (أن يسلم الناس من لسانك)، قال : ثم سكت ولو استزدته لزادني . عبد الله بن مسعود
وأخرج الترمذي، ، عن والبيهقي قال : عقبة بن عامر قلت : يا نبي الله، ما النجاة؟ قال : (املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك) .
وأخرج في (تاريخه)، البخاري في (الصمت)، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي أسود بن أصرم المحاربي قال : قلت يا رسول الله، أوصني، قال : (هل تملك لسانك؟) قلت : فما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال : (فهل تملك يدك؟) قلت : فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال : (فلا تقل بلسانك إلا معروفا، ولا تبسط يدك إلا إلى خير) . عن
وأخرج عن البيهقي قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الحسن (رحم الله عبدا تكلم فغنم، أو سكت فسلم) .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار : أنس بن مالك (رحم الله امرأ تكلم فغنم، أو سكت فسلم) .
[ ص: 9 ] وأخرج البيهقي عن ، أنه أتى على ابن مسعود الصفا فقال : يا لسان، قل خيرا تغنم، أو اصمت تسلم، من قبل أن تندم، قالوا : يا أبا عبد الرحمن، هذا شيء تقوله أو سمعته؟ قال : لا، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه) .
وأخرج في ((الزهد))، أحمد ، عن والبيهقي قال : رأيت سعيد بن جبير آخذا بثمرة لسانه وهو يقول : يا لساناه، قل خيرا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم، قبل أن تندم، فقال له رجل : ما لي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا وكذا؟ قال : إنه بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه . ابن عباس
وأخرج ، أبو يعلى ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك (من سره أن يسلم فليلزم الصمت) .
وأخرج عن البيهقي ، أنس فقال : ( يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟) قال : بلى يا رسول الله، قال : عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، والذي نفس أبا ذر محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما) . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي
[ ص: 10 ] وأخرج عن البيهقي قال : أبي ذر قلت يا رسول الله، أوصني، قال : (أوصيك بتقوى الله فإنه أزين لأمرك كله)، قلت : زدني، قال : (عليك بتلاوة القرآن وذكر الله، فإنه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض)، قلت : زدني، قال : (عليك بطول الصمت، فإنه مطردة للشيطان، وعون لك على أمر دينك)، قلت : زدني، قال : (إياك وكثرة الضحك) فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه)، قلت : زدني، قال : (قل الحق، وإن كان مرا)، قلت : زدني، قال : (لا تخف في الله لومة لائم)، قلت : زدني، قال : (ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك) .
وأخرج عن البيهقي ركب المصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله) .
وأخرج الترمذي، ، عن والبيهقي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري، (إذا أصبح ابن آدم فإن كل شيء من الجسد يكفر اللسان، يقول : ننشدك الله فينا، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) .
وأخرج في ((الزهد))، أحمد ، عن والبيهقي عن أبيه، زيد بن أسلم، أن [ ص: 11 ] اطلع على عمر بن الخطاب وهو يمد لسانه، قال : ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ قال : إن هذا الذي أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته) . أبي بكر
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي جحيفة (أي الأعمال أحب إلى الله؟) قال : فسكتوا فلم يجبه أحد، قال : (هو حفظ اللسان) .
وأخرج عن البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عمران بن حصين، (مقام الرجل بالصمت أفضل من عبادة ستين سنة) .
وأخرج أحمد، وصححه، والترمذي وابن ماجه ، والحاكم ، عن والبيهقي قال : معاذ بن جبل تتجافى جنوبهم عن المضاجع [السجدة : 16] ثم قال : (إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه)، قلت : أجل، يا رسول الله، قال : (أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده، فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد، وإن شئت أنبأتك بأملك الناس من ذلك كله)، قلت : ما هو يا رسول الله، فأشار بإصبعه إلى فيه، فقلت : وإنا لنؤاخذ بكل ما نتكلم به؟ فقال : (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم، وهل تتكلم إلا ما عليك أو لك؟) كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصاب الناس ريح فتقطعوا، فضربت ببصري، فإذا أنا قريب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : لأغتنمن خلوته اليوم، فدنوت منه فقلت : يا رسول الله، أخبرني بعمل يقربني، أو قال : يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال : (لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير)، قلت : أجل يا رسول الله، قال : [ ص: 12 ] (الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل يبتغي به وجه الله) ، ثم قرأ الآية :
وأخرج في (الشعب) عن البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث مكحول، لمعاذ : (إنك ما كنت ساكتا، فإذا تكلمت فلك أو عليك) . وأخرج عن البيهقي قال : إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله، أو أمر بمعروف، أو نهي عن [ ص: 13 ] منكر، وأن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتذكرون أن عليكم حافظين عطاء بن أبي رباح كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؟ أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته .
وأخرج عن ابن سعد قال : لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه . أنس بن مالك
وأخرج عن أحمد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه) .
وأخرج في زوائد ((الزهد))، عبد الله بن أحمد في (نوادر الأصول)، عن والحكيم الترمذي قال : ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله من لسانه، به يدخله الجنة، وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله من لسانه، به يدخله النار . أبي الدرداء
وأخرج في ((الزهد)) عن أحمد قال : لا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن دراهمك . [ ص: 14 ] وأخرج عبد الله بن عمرو بن العاص ، ابن أبي شيبة في ((الزهد))، عن وأحمد قال : أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما في معصية الله . سلمان الفارسي
وأخرج عن أحمد قال : أكثر الناس خطايا أكثرهم خوضا في الباطل . ابن مسعود
وأخرج عن أحمد قال : والذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان . ابن مسعود