وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين
المراد بالسبيل: الجنس، ولذلك أضاف إليها القصد، وقال: "ومنها جائر"، والقصد مصدر بمعنى: الفاعل وهو القاصد، يقال: سبيل قصد وقاصد، أي: مستقيم، كأنه يقصد الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه، ومعنى قوله: وعلى الله قصد السبيل : أن هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه، كقوله: إن علينا للهدى [الليل: 12].
فإن قلت: لم غير أسلوب الكلام في قوله: ومنها جائر ؟
قلت: ليعلم ما يجوز إضافته إليه من السبيلين وما لا يجوز، ولو كان الأمر كما تزعم المجبرة لقيل: وعلى الله قصد السبيل وعليه جائرها أو وعليه الجائر، وقرأ عبد الله : [ ص: 427 ] "ومنكم جائر" يعني: ومنكم جائر جار عن القصد بسوء اختياره، والله بريء منه، ولو شاء لهداكم أجمعين : قسرا وإلجاء.