[ ص: 428 ] وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
قرئت كلها بالنصب على: وجعل النجوم مسخرات، أو على أن معنى تسخيرها للناس: تصييرها نافعة لهم، حيث يسكنون بالليل، ويبتغون من فضله بالنهار، ويعلمون عدد السنين والحساب بمسير الشمس والقمر، ويهتدون بالنجوم، فكأنه قيل: ونفعكم بها في حال كونها مسخرات لما خلقن له بأمره، ويجوز أن يكون المعنى: أنه سخرها أنواعا من التسخير جمع مسخر، بمعنى: تسخير، من قولك: سخره الله مسخرا، كقولك: سرحه مسرحا، كأنه قيل: وسخرها لكم تسخيرات بأمره، وقرئ بنصب "الليل والنهار" وحدهما، ورفع ما بعدهما على الابتداء والخبر، وقرئ: "والنجوم مسخرات" بالرفع، وما قبله بالنصب، وقال: إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون : فجمع الآية، وذكر العقل; لأن الآثار العلوية أظهر دلالة على القدرة الباهرة، وأبين شهادة للكبرياء والعظمة.