"السلم" بكسر السين وفتحها، وقرأ بفتح السين واللام، وهو: الاستسلام والطاعة، أي استسلموا لله وأطيعوه، "كافة": لا يخرج أحد منكم يده عن طاعته، وقيل: هو الإسلام، والخطاب لأهل الكتاب; لأنهم آمنوا بنبيهم وكتابهم، أو للمنافقين لأنهم آمنوا بألسنتهم، ويجوز أن يكون (كافة) حالا من السلم; لأنها تؤنث كما تؤنث الحرب، قال [من البسيط]: الأعمش
السلم تأخذ منها ما رضيت به والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
[ ص: 418 ] على أن المؤمنين أمروا بأن يدخلوا في الطاعات كلها، وأن لا يدخلوا في طاعة دون طاعة، أو في شعب الإسلام وشرائعه كلها، وأن لا يخلوا بشيء منها، وعن أنه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقيم على السبت وأن يقرأ من التوراة في صلاته من الليل. عبد الله بن سلام
و"كافة" من الكف، كأنهم كفوا أن يخرج منهم أحد باجتماعهم فإن زللتم عن الدخول في السلم من بعد ما جاءتكم البينات أي: الحجج والشواهد على أن ما دعيتم إلى الدخول فيه هو الحق فاعلموا أن الله عزيز : غالب لا يعجزه الانتقام منكم "حكيم": لا ينتقم إلا بحق.
وروي أن قارئا قرأ (غفور رحيم) فسمعه أعرابي فأنكره ولم يقرأ القرآن، وقال: إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا الحكيم، [ ص: 419 ] لا يذكر الغفران عند الزلل; لأنه إغراء عليه، وقرأ أبو السمال: (زللتم) بكسر اللام وهما لغتان، نحو: ظللت وظللت.