وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا
الخلفة من خلف ، كالركبة من ركب : وهي الحالة التي يخلف عليها الليل والنهار كل واحد منهما الآخر . والمعنى : جعلهما ذوي خلفة ، أي : ذوي عقبة ، أي : يعقب هذا ذاك وذاك هذا . ويقال : الليل والنهار يختلفان ، كما يقال : يعتقبان . ومنه قوله : واختلاف الليل والنهار [البقرة : 164 ] ويقال : بفلان خلفة واختلاف ، إذا اختلف كثيرا إلى متبرزه . وقرئ : "يذكر" و "يذكر " . وعن -رضي الله عنه - : يتذكر . والمعنى لينظر في اختلافهما الناظر ، فيعلم أن لا بد لانتقالهما من حال إلى حال ، وتغيرهما من ناقل مغير . ويستدل بذلك على عظم قدرته ، ويشكر الشاكر على النعمة فيهما من السكون بالليل والتصرف بالنهار ، كما قال عز وعلا : أبي بن كعب ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله [القصص : 73 ] . أو ليكونا وقتين للمتذكرين والشاكرين ، من فاته في أحدهما [ ص: 367 ] ورده من العبادة قام به في الآخر . وعن رضي الله عنه : من فاته عمله من التذكر والشكر بالنهار كان له في الليل مستعتب . ومن فاته بالليل : كان له في النهار مستعتب . الحسن