إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما
يروى : . وقيل : السائلة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن : يا رسول الله ، ذكر الله الرجال في القرآن بخير ، أفما فينا خير نذكر به ؟ إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة . [ ص: 69 ] وروي : أنه لما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل ، قال نساء المسلمين : فما نزل فينا شيء ؟ فنزلت . والمسلم : الداخل في السلم بعد الحرب ، المنقاد الذي لا يعاند ، أو المفوض أمره إلى الله المتوكل عليه من أسلم وجهه إلى الله . والمؤمن : المصدق بالله ورسوله وبما يجب أن يصدق به . والقانت : القائم بالطاعة الدائم عليها . والصادق : الذي يصدق في نيته وقوله وعمله . والصابر : الذي يصبر على الطاعات وعن المعاصي . والخاشع : المتواضع لله بقلبه وجوارحه . وقيل : الذي إذا صلى لم يعرف من عن يمينه وشماله . والمتصدق : الذي يزكي ماله ولا يخل بالنوافل . وقيل : من تصدق في أسبوع بدرهم فهو من المتصدقين . ومن صام البيض من كل شهر فهو من الصائمين . والذاكر لله كثيرا : من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه أو لسانه أو بهما . وقراءة القرآن والاشتغال بالعلم من الذكر . وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : أم سلمة . والمعنى : والحافظاتها والذاكراته ، فحذف ; لأن الظاهر يدل عليه . فإن قلت : أي فرق بين العطفين ، أعني عطف الإناث على الذكور ، وعطف الزوجين على الزوجين ؟ قلت : العطف الأول نحو قوله تعالى : "من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته فصليا جميعا ركعتين كتبا في الذاكرين لله كثيرا والذاكرات " ثيبات وأبكارا [ ص: 70 ] [التحريم : 5 ] في أنهما جنسان مختلفان ، إذا اشتركا في حكم لم يكن بد من توسيط العاطف بينهما . وأما العطف الثاني فمن عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع ، فكأن معناه : إن الجامعين والجامعات لهذه الطاعات أعد الله لهم .