قرئ: (الريح) والرياح. "رخاء" لينة طيبة لا تزعزع. وقيل: طيعة له لا تمتنع عليه. حيث أصاب حيث قصد وأراد. حكى عن العرب: أصاب الصواب فأخطأ الجواب. وعن الأصمعي أن رجلين من أهل اللغة قصداه ليسألاه عن هذه الكلمة، فخرج إليهما فقال: أين تصيبان؟ فقالا: هذه طلبتنا ورجعا، ويقال: أصاب الله بك خيرا. "والشياطين" [ ص: 271 ] عطف على الريح، رؤبة كل بناء بدل من الشياطين، "وآخرين" عطف على كل داخل في حكم البدل، وهو بدل الكل من الكل، كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية، ويغوصون له فيستخرجون اللؤلؤ، وهو أول من استخرج الدر من البحر، وكان يقرن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والسلاسل; للتأديب والكف عن الفساد. وعن : كان يجمع أيديهم إلى أعناقهم مغللين في الجوامع. والصفد: القيد، وسمي به العطاء; لأنه ارتباط للمنعم عليه، ومنه قول السدي : من برك فقد أسرك، ومن جفاك فقد أطلقك. ومنه قول القائل: غل يدا مطلقها، وأرق رقبة معتقها. وقال علي رضي الله عنه حبيب: إن العطاء إسار، وتبعه من قال [من الطويل]:
ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
وفرقوا بين الفعلين فقالوا: صفده قيده، وأصفده أعطاه، كوعده وأوعده، أي: "هذا" الذي أعطيناك من الملك والمال والبسطة "عطاؤنا" بغير حساب، يعني: جما كثيرا لا يكاد يقدر على حسبه وحصره، "فامنن" من المنة وهي العطاء، أي: فأعط منه ما شئت أو أمسك مفوضا إليك التصرف فيه. وفى قراءة : (هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حساب)، أو هذا التسخير عطاؤنا، فامنن على من شئت من الشياطين بالإطلاق، وأمسك من شئت منهم في الوثاق بغير حساب، أي: لا حساب عليك في ذلك. ابن مسعود