أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
"أم": منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار ولما يعلم الله بمعنى ولما تجاهدوا; لأن العلم متعلق بالمعلوم فنزل نفي العلم منزلة نفي متعلقه؛ لأنه منتف بانتفائه. يقول الرجل: ما علم الله في فلان خيرا، يريد: ما فيه خير حتى يعلمه، و"لما" بمعنى لم، إلا أن فيها ضربا من التوقع، فدل على نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقعه فيما يستقبل، وتقول: وعدني أن يفعل كذا ولما، تريد: ولم يفعل وأنا أتوقع فعله، وقرئ: (ولما يعلم الله) بفتح الميم، وقيل: أراد النون الخفيفة: (ولما يعلمن) فحذفها ويعلم الصابرين نصب بإضمار أن والواو بمعنى الجمع، كقولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، وقرأ بالجزم على العطف، وروى الحسن عبد الوارث عن (ويعلم) بالرفع على أن الواو للحال، كأنه قيل: ولما تجاهدوا وأنتم صابرون. أبي عمرو