يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون
بين يدي نجواكم استعارة ممن له يدان. والمعنى: قبل نجواكم كقول عمر: من أفضل ما أوتيت العرب الشعر، يقدمه الرجل أمام حاجته فيستمطر به الكريم ويستنزل به اللئيم، يريد: قبل حاجته "ذلكم" التقديم خير لكم في دينكم "وأطهر" لأن الصدقة طهرة. روي أن الناس أكثروا مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريدون حتى أملوه وأبرموه، فأريد أن يكفوا عن ذلك، فأمروا بأن من أراد أن يناجيه قدم قبل مناجاته صدقة. قال - رضي الله عنه -: لما نزلت دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقول في دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: كم؟ قلت: حبة أو شعيرة; قال: إنك لزهيد. فلما رأوا ذلك اشتد عليهم فارتدعوا وكفوا. أما الفقير فلعسرته، وأما الغني فلشحه. علي [ ص: 68 ] وقيل: كان ذلك عشر ليال ثم نسخ. وقيل: ما كان إلا ساعة من نهار. وعن رضي الله عنه -: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي: كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم. قال علي : تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الكلبي
وعن : كان ابن عمر ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه لعلي ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى. قال فاطمة : هي منسوخة بالآية التي بعدها، وقيل: هي منسوخة بالزكاة "أأشفقتم" أخفتم تقديم الصدقات لما فيه من الإنفاق الذي تكرهونه، وأن الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ابن عباس فإذ لم تفعلوا ما أمرتم به وشق عليكم، و تاب الله عليكم وعذركم ورخص لكم في أن لا تفعلوه، فلا تفرطوا في الصلاة والزكاة وسائر الطاعات بما تعملون قرئ بالتاء والياء.