لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون
[ ص: 94 ] أن تبروهم بدل من الذين لم يقاتلوكم. وكذلك أن تولوهم من الذين قاتلوكم: والمعنى: لا ينهاكم عن مبرة هؤلاء، وإنما ينهاكم عن تولي هؤلاء. وهذا أيضا رحمة لهم لتشددهم وجدهم في العداوة متقدمة لرحمته بتيسير إسلام قومهم، حيث رخص لهم في وإخراجهم من ديارهم. وقيل: أراد بهم صلة من لم يجاهر منهم بقتال المؤمنين خزاعة وكانوا صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه. وعن : هم الذين آمنوا مجاهد بمكة ولم يهاجروا. وقيل: هم النساء والصبيان. وقيل: أمها أسماء بنت أبي بكر قتيلة بنت عبد العزى وهي مشركة بهدايا فلم تقبلها ولم تأذن لها في الدخول، فنزلت، فأمرها رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - أن تدخلها وتقبل منها وتكرمها وتحسن إليها. وعن قدمت على : نسختها آية القتال قتادة وتقسطوا إليهم وتقضوا إليهم بالقسط ولا تظلموهم. وناهيك بتوصية الله المؤمنين أن يستعملوا القسط [ ص: 95 ] مع المشركين به ويتحاموا ظلمهم، مترجمة عن حال مسلم يجترئ على ظلم أخيه المسلم.