مدنية، وآياتها إحدى وثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
هل بمعنى قد في الاستفهام خاصة، والأصل: أهل، بدليل قوله [من البسيط]:
أهل رأونا بسفع القاع ذي الأكم ...............
فالمعنى: أقد أتى؟ على التقرير والتقريب جميعا، أي: أتى على الإنسان قبل زمان قريب حين من الدهر لم يكن فيه شيئا مذكورا أي: كان شيئا منسيا غير مذكور نطفة في الأصلاب. والمراد بالإنسان: جنس بني آدم، بدليل قوله: إنا خلقنا الإنسان من نطفة [النحل: 4]. حين من الدهر طائفة من الزمن الطويل الممتد. فإن قلت: ما محل لم يكن شيئا مذكورا قلت: محله النصب على الحال من الإنسان، كأنه قيل: هل أتى عليه حين من الدهر غير مذكور. أو الرفع على الوصف لحين، كقوله: يوما لا يجزي والد عن ولده [لقمان: 33]. وعن بعضهم: أنها تليت عنده فقال: ليتها تمت، أراد: ليت تلك الحالة تمت، وهي كونه شيئا غير مذكور ولم يخلق ولم يكلف.