أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق
[ ص: 189 ] أفمن هو قائم على كل نفس رقيب عليها بما كسبت من خير أو شر لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ولا يفوت عنده شيء من جزائهم ، والخبر محذوف تقديره كمن ليس كذلك . وجعلوا لله شركاء استئناف أو عطف على كسبت إن جعلت « ما » مصدرية ، أو لم يوحدوه وجعلوا عطف عليه ويكون الظاهر فيه موضع الضمير لتنبيه على أنه المستحق للعبادة وقوله : قل سموهم تنبيه على أن هؤلاء الشركاء لا يستحقونها ، والمعنى صفوهم فانظروا هل لهم ما يستحقون به العبادة ويستأهلون الشركة . أم تنبئونه بل أتنبئونه . وقرئ « تنبئونه » بالتخفيف . بما لا يعلم في الأرض بشركاء يستحقون العبادة لا يعلمهم ، أو بصفات لهم يستحقونها لأجلها لا يعلمها وهو العالم بكل شيء . أم بظاهر من القول أم تسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير حقيقة واعتبار معنى كتسمية الزنجي كافورا وهذا احتجاج بليغ على أسلوب عجيب ينادي على نفسه بالإعجاز . بل زين للذين كفروا مكرهم تمويههم فتخيلوا أباطيل ثم خالوها حقا ، أو كيدهم للإسلام بشركهم . وصدوا عن السبيل سبيل الحق ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (وصدوا) بالفتح أي وصدوا الناس عن الإيمان ، وقرئ بالكسر « وصد » بالتنوين . وابن عامر ومن يضلل الله يخذله . فما له من هاد يوفقه للهدى .
لهم عذاب في الحياة الدنيا بالقتل والأسر وسائر ما يصيبهم من المصائب . ولعذاب الآخرة أشق لشدته ودوامه . وما لهم من الله من عذابه أو من رحمته . من واق حافظ .