قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا
قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض له ما غاب فيهما وخفي من أحوال أهلهما ، فلا خلق يخفى عليه علما . أبصر به وأسمع ذكر بصيغة التعجب للدلالة على أن أمره في الإدراك خارج عما [ ص: 279 ] عليه إدراك السامعين والمبصرين ، إذ لا يحجبه شيء ولا يتفاوت دونه لطيف وكثيف وصغير وكبير وخفي وجلي ، والهاء تعود إلى الله ومحله الرفع على الفاعلية والباء مزيدة عند وكان أصله أبصر أي صار ذا بصر ، ثم نقل إلى صيغة الأمر بمعنى الإنشاء ، فبرز الضمير لعدم لياق الصيغة له أو لزيادة الباء كما في قوله تعالى سيبويه وكفى به والنصب على المفعولية عند والفاعل ضمير المأمور وهو كل أحد والباء مزيدة إن كانت الهمزة للتعدية ومعدية إن كانت للصيرورة . الأخفش ما لهم الضمير لأهل السموات والأرض . من دونه من ولي من يتولى أمورهم . ولا يشرك في حكمه في قضائه . أحدا منهم ولا يجعل له فيه مدخلا . وقرأ ابن عامر عن وقالون بالتاء والجزم على نهي كل أحد عن الإشراك ، ثم لما دل اشتمال القرآن على يعقوب من حيث إنها من المغيبات بالإضافة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه وحي معجز أمره أن يداوم درسه ويلازم أصحابه فقال : قصة أصحاب الكهف