وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
( وإن منكم ) وما منكم التفات إلى الإنسان ويؤيده أنه قرئ «وإن منهم » . ( إلا واردها ) إلا واصلها وحاضر دونها يمر بها المؤمنون وهي خامدة وتنهار بغيرهم .
وعن رضي الله عنه أنه عليه السلام سئل عنه فقال : جابر «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض : أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار ، فيقال لهم : قد وردتموها وهي خامدة » .
وأما قوله تعالى : ( أولئك عنها مبعدون ) فالمراد عن عذابها . وقيل ورودها الجواز على الصراط فإنه ممدود عليها . ( كان على ربك حتما مقضيا ) كان ورودهم واجبا أوجبه الله على نفسه وقضى به بأن وعد به وعدا لا يمكن خلفه . وقيل أقسم عليه .
( ثم ننجي الذين اتقوا ) فيساقون إلى الجنة وقرأ الكسائي ( ويعقوب ننجي ) بالتخفيف ، وقرئ ثم بفتح الثاء أي هناك . ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) منهارا بهم كما كانوا ، وهو دليل على أن المراد بالورود الجثو حواليها وإن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد تجاثيهم ، وتبقى الفجرة فيها منهارا بهم على هيئاتهم .