أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بعد ما ذكر اختلاف الأمم على الأنبياء بعد مجيء الآيات، تشجيعا لهم على الثبات مع مخالفتهم. و أم منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار ولما يأتكم ولم يأتكم، وأصل « لما » لم زيدت عليها ما وفيها توقع ولذلك جعلت مقابل قد. مثل الذين خلوا من قبلكم حالهم التي هي مثل في الشدة. مستهم البأساء والضراء بيان له على الاستئناف. وزلزلوا وأزعجوا إزعاجا شديدا بما أصابهم من الشدائد. حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه لتناهي الشدة واستطالة المدة بحيث تقطعت حبال الصبر. وقرأ يقول بالرفع على أنه حكاية حال ماضية كقولك مرض حتى لا يرجونه. نافع متى نصر الله استبطاء له لتأخره. ألا إن نصر الله قريب استئناف على إرادة القول أي [ ص: 136 ] فقيل لهم ذلك إسعافا لهم إلى طلبتهم من عاجل النصر، وفيه إشارة إلى أن الوصول إلى الله تعالى والفوز بالكرامة عنده برفض الهوى واللذات، ومكابدة الشدائد والرياضات كما قال عليه الصلاة والسلام « » . حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات