سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا
سيقول لك المخلفون من الأعراب هم أسلم وجهينة ومزينة وغفار استنفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام [ ص: 128 ] الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم، وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة والخوف من مقاتلة قريش إن صدوهم. شغلتنا أموالنا وأهلونا إذ لم يكن لنا من يقوم بأشغالهم، وقرئ بالتشديد للتكثير.
فاستغفر لنا من الله على التخلف. يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار. قل فمن يملك لكم من الله شيئا فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه. إن أراد بكم ضرا ما يضركم كقتل أو هزيمة أو خلل في المال والأهل عقوبة على التخلف، وقرأ حمزة بالضم. والكسائي أو أراد بكم نفعا ما يضاد ذلك، وهو تعريض بالرد. بل كان الله بما تعملون خبيرا فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه.