أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
أفلا يتدبرون القرآن يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه، وأصل التدبر النظر في أدبار الشيء. ولو كان من عند غير الله أي ولو كان من كلام البشر كما تزعم الكفار. لوجدوا فيه اختلافا كثيرا من تناقض المعنى وتفاوت النظم، وكان بعضه فصيحا وبعضه ركيكا، وبعضه يصعب معارضته وبعضه يسهل، ومطابقة بعض أخباره المستقبلة للواقع دون بعض، وموافقة العقل لبعض أحكامه دون بعض، على ما دل عليه الاستقراء لنقصان القوة البشرية. ولعل ذكره ها هنا للتنبيه على أن اختلاف ما سبق من الأحكام ليس لتناقض في الحكم بل لاختلاف الأحوال في الحكم والمصالح.