ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون
ولقد جئتمونا للحساب والجزاء. فرادى منفردين عن الأموال والأولاد وسائر ما آثرتموه من الدنيا، أو عن الأعوان والأوثان التي زعمتم أنها شفعاؤكم، وهو جمع فرد والألف للتأنيث ككسالى. وقرئ «فراد» كرخال و «فراد» كثلاث و «فردى» كسكرى. كما خلقناكم أول مرة بدل منه أي على الهيئة التي ولدتم عليها في الانفراد، أو حال ثانية إن جوز التعدد فيها، أو حال من الضمير في فرادى أي مشبهين ابتداء خلقكم عراة حفاة غرلا بهما، أو صفة مصدر جئتمونا أي مجيئنا كما خلقناكم. وتركتم ما خولناكم ما تفضلنا به عليكم في الدنيا فشغلتم به عن الآخرة. وراء ظهوركم ما قدمتم منه شيئا ولم تحتملوا نقيرا.
وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء أي شركاء لله في ربوبيتكم واستحقاق عبادتكم.
لقد تقطع بينكم أي تقطع وصلكم وتشتت جمعكم، والبين من الأضداد يستعمل للوصل والفصل. وقيل هو الظرف أسند إليه الفعل اتساعا والمعنى: وقع التقطع بينكم، ويشهد له قراءة نافع والكسائي وحفص عن بالنصب على إضمار الفاعل لدلالة ما قبله عليه، أو أقيم مقام موصوفه وأصله لقد تقطع ما بينكم وقد قرئ به. عاصم وضل عنكم ضاع وبطل. ما كنتم تزعمون أنها شفعاؤكم أو أن لا بعث ولا جزاء.