هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين
هو الذي خلقكم من نفس واحدة هو آدم . وجعل منها من جسدها من ضلع من أضلاعها ، أو من جنسها كقوله : جعل لكم من أنفسكم أزواجا . زوجها حواء . ليسكن إليها ليستأنس بها ويطمئن إليها اطمئنان الشيء إلى جزئه أو جنسه ، وإنما ذكر الضمير ذهابا إلى المعنى ليناسب . فلما تغشاها أي جامعها .
حملت حملا خفيفا خف عليها ولم تلق منه ما تلقى منه الحوامل غالبا من الأذى ، أو محمولا خفيفا وهو النطفة . فمرت به فاستمرت به أي قامت وقعدت ، وقرئ « فمرت » بالتخفيف و « فاستمرت به » و « فمارت » من المور وهو المجيء والذهاب ، أو من المرية أي فظنت الحمل وارتابت منه . فلما أثقلت صارت ذات ثقل بكبر الولد في بطنها . وقرئ على البناء للمفعول أي أثقلها حملها . دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا ولدا سويا قد صلح بدنه . لنكونن من الشاكرين لك على هذه النعمة المجددة .