يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا كثيرا بحيث يرى لكثرتهم كأنهم يزحفون ، وهو مصدر زحف الصبي إذا دب على مقعده قليلا قليلا ، سمي به وجمع على زحوف وانتصابه على الحال . فلا تولوهم الأدبار بالانهزام فضلا أن يكونوا مثلكم أو أقل منكم ، والأظهر أنها محكمة مخصوصة بقوله : حرض المؤمنين على القتال الآية ، ويجوز أن ينتصب زحفا حالا من الفاعل والمفعول أي : إذا لقيتموهم متزاحفين يدبون إليكم وتدبون إليهم فلا تنهزموا ، أو من الفاعل وحده ويكون إشعارا بما سيكون منهم يوم حنين حين تولوا وهم اثنا عشر ألفا .
ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال يريد الكر بعد الفر وتغرير العدو ، فإنه من مكايد الحرب .
أو متحيزا إلى فئة أو منحازا إلى فئة أخرى من المسلمين على القرب ليستعين بهم ، ومنهم من لم يعتبر القرب لما روى رضي الله عنهما : ابن عمر المدينة فقلت : يا رسول الله نحن الفرارون فقال : « بل أنتم العكارون وأنا فئتكم » . أنه كان في سرية بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ففروا إلى
وانتصاب متحرفا ومتحيزا على الحال وإلا لغو لا عمل لها ، أو الاستثناء من المولين أي إلا رجلا متحرفا أو متحيزا ، ووزن متحيز متفيعل لا متفعل وإلا لكان متحوزا لأنه من حاز يحوز . فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هذا إذا لم يزد العدو على الضعف لقوله : الآن خفف الله عنكم الآية ، وقيل الآية مخصوصة بأهل بيته والحاضرين معه في الحرب .