[ ص: 20 ] باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عربيته فالتمسوها في الشعر».
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه؛ فإن الله يحب أن يعرب».
قال رضي الله عنه: القاضي أبو محمد عبد الحق أصل في الشريعة؛ لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع. إعراب القرآن
وقال في تفسير قوله عز وجل: أبو العالية ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا [البقرة: 269]، قال: «الحكمة» الفهم في القرآن، وقال «الحكمة» القرآن والفقه فيه، وقال غيره: «الحكمة» تفسير القرآن. قتادة:
وذكر رضي الله عنه علي بن أبي طالب فوصفه بالعلم، فقال له رجل: جعلت فداك، تصف جابر بن عبد الله بالعلم وأنت أنت؟ فقال: إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: جابرا إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد [القصص: 197].
[ ص: 21 ] وقال رحل الشعبي: إلى مسروق البصرة في تفسير آية، فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام، فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
وقال مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب. إياس بن معاوية:
وقال «الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر». ابن عباس:
وقال «أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل». مجاهد:
وقال «والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها». الحسن:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة».
وقال «أهلكتهم العجمة، يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها». الحسن:
وكان يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث. ابن عباس
وقال رضي الله عنه: «ما من شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن رأي الرجل يعجز عنه». علي بن أبي طالب