قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=20027_27928_31848_31851_32342_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_30454_34091_34274_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=115وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_33679_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=116إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير
المعنى: لا حجة أيها المؤمنون في
nindex.php?page=treesubj&link=31873_31851استغفار إبراهيم الخليل لأبيه فإن ذلك لم يكن
[ ص: 424 ] إلا عن موعدة، واختلف في ذلك فقيل: عن موعدة من
إبراهيم في أن يستغفر لأبيه، وذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=47سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ، وقيل: عن موعدة من أبيه له من أنه سيؤمن، فكان
إبراهيم قد قوي طمعه في إيمانه فحمله على الاستغفار له حتى نهي عنه، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة : "وما يستغفر
إبراهيم" وروي عنه: "وما استغفر إبراهيم" ، و"موعدة" مفعلة من الوعد، وأما تبينه أنه عدو لله، فقيل: بموت
آزر على الكفر، وقيل: ذلك بأنه نهي عنه وهو حي. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : ذلك كله يوم القيامة، وذلك أن في الحديث أن إبراهيم عليه السلام يلقاه فيعرفه ويتذكر قوله: "سأستغفر لك ربي" فيقول له: الزم حقوي فلن أدعك اليوم لشيء، فيلزمه حتى يأتي الصراط فيلتفت إليه فإذا هو قد مسخ ضبعانا أمذر، فيتبرأ منه حينئذ.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وربط أمر الاستغفار بالآخرة ضعيف.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114إن إبراهيم لأواه حليم ثناء من الله تعالى على
إبراهيم، والأواه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : هو الدعاء، وقيل: هو الداعي بتضرع، وقيل: هو الموقن، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما، وقيل: هو الرحيم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أيضا، وقيل: هو المؤمن التواب، وقيل: هو المسبح، وقيل: هو الكثير الذكر لله عز وجل، وقيل: هو التلاء للقرآن، وقيل: هو الذي يقول من خوفه لله عز وجل أبدا: أواه ويكثر ذلك. وروي
أن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر سمع رجلا يكثر ذلك في طوافه فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعه [ ص: 425 ] فإنه أواه" ، والتأوه: التفجع الذي يكثر حتى ينطق الإنسان معه بـ "أوه" ، قال المؤلف: ويقال: أوه، فمن الأول
nindex.php?page=hadith&LINKID=887689قول رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=115لبلال في بيع أو شراء أنكره عليه: (أوه، ذلك الربا بعينه)، ومن الثاني قول الشاعر:
فأوه لذكراها إذا ما ذكرتها ... ومن بعد أرض بيننا وسماء
ومن هذا المعنى قول
المثقب العبدي: إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين
ويروى: آهة، ومن ذلك
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أوه لأفراخ محمد" ، و حليم معناه: صابر محتمل عظيم العقل، والحلم العقل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=115وما كان الله ليضل قوما الآية معناه: التأنيس للمؤمنين،
[ ص: 426 ] وقيل: إن بعضهم خاف على نفسه من
nindex.php?page=treesubj&link=27928الاستغفار للمشركين دون أمر من الله تبارك وتعالى فنزلت الآية مؤنسة، أي: ما كان الله -بعد أن هدى إلى الإسلام وأنقذ من النار- ليحبط ذلك ويضل أهله لمواقعتهم ذنبا لم يتقدم منه نهي عنه، فأما إذا بين لهم ما يتقون من الأمور ويتجنبون من الأشياء فحينئذ من واقع -بعد النهي- استوجب العقوبة. وقيل: إن هذه الآية إنما نزلت بسبب قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا غيبا فحولت القبلة فصلوا -قبل أن يصلهم ذلك- إلى بيت المقدس، وآخرين شربوا الخمر بعد تحريمها قبل أن يصل إليهم، فخافوا على أنفسهم وتكلموا في ذلك فنزلت الآية، والقول الأول أصوب وأليق بالآية.
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري إلى أن قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=116يحيي ويميت إشارة إلى أنها يجب أيها المؤمنون ألا تجزعوا من عدو وإن كثر، ولا تهابوا أحدا فإن الموت المخوف والحياة المحبوبة إنما هما بيد الله تبارك وتعالى.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
والمعنى الذي قال صحيح في نفسه، ولكن قوله: "إن القصد بالآية إنما هو لهذا" قول يبعد، والظاهر في الآية إنما هو لما نص في الآية المتقدمة نعمته وفضله على عبيده في أنه متى من عليهم بهداية ففضله أسبغ من أن يصرفهم ويضلهم قبل أن تقع منهم معصية ومخالفة أمر أتبع ذلك بأوصاف فيها تمجيد الله عز وجل وتعظيمه وبعث النفوس على إدمان شكره والإقرار بعبوديته.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=20027_27928_31848_31851_32342_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_30454_34091_34274_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=115وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_33679_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=116إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهَ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ
الْمَعْنَى: لَا حُجَّةَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31873_31851اسْتِغْفَارِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ لِأَبِيهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ
[ ص: 424 ] إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ، وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ فَقِيلَ: عَنْ مَوْعِدَةٍ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ فِي أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِأَبِيهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=47سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ، وَقِيلَ: عَنْ مَوْعِدَةٍ مِنْ أَبِيهِ لَهُ مِنْ أَنَّهُ سَيُؤْمِنُ، فَكَانَ
إِبْرَاهِيمُ قَدْ قَوِيَ طَمَعُهُ فِي إِيمَانِهِ فَحَمَلَهُ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ لَهُ حَتَّى نُهِيَ عَنْهُ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ : "وَمَا يَسْتَغْفِرُ
إِبْرَاهِيمُ" وَرُوِيَ عَنْهُ: "وَمَا اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ" ، وَ"مَوْعِدَةٌ" مَفْعِلَةٌ مِنَ الْوَعْدِ، وَأَمَّا تَبَيُّنُهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ، فَقِيلَ: بِمَوْتٍ
آزَرَ عَلَى الْكُفْرِ، وَقِيلَ: ذَلِكَ بِأَنَّهُ نُهِيَ عَنْهُ وَهُوَ حَيٌّ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : ذَلِكَ كُلُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلْقَاهُ فَيَعْرِفُهُ وَيَتَذَكَّرُ قَوْلَهُ: "سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي" فَيَقُولُ لَهُ: الْزَمْ حَقْوِي فَلَنْ أَدَعَكَ الْيَوْمَ لِشَيْءٍ، فَيَلْزَمُهُ حَتَّى يَأْتِيَ الصِّرَاطَ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ مُسِخَ ضِبْعَانًا أَمْذَرَ، فَيَتَبَرَّأُ مِنْهُ حِينَئِذٍ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَرَبْطُ أَمْرِ الِاسْتِغْفَارِ بِالْآخِرَةِ ضَعِيفٌ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ثَنَاءٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى
إِبْرَاهِيمَ، وَالْأَوَّاهُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : هُوَ الدَّعَّاءُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّاعِي بِتَضَرُّعٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُوقِنُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَقِيلَ: هُوَ الرَّحِيمُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ أَيْضًا، وَقِيلَ: هُوَ الْمُؤْمِنُ التَّوَّابُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُسَبِّحُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الذِّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقِيلَ: هُوَ التَّلَّاءُ لِلْقُرْآنِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ مِنْ خَوْفِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَبَدًا: أَوَّاهُ وَيُكْثِرُ ذَلِكَ. وَرُوِيَ
أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبَا ذَرٍّ سَمِعَ رَجُلًا يُكْثِرُ ذَلِكَ فِي طَوَافِهِ فَشَكَاهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "دَعْهُ [ ص: 425 ] فَإِنَّهُ أَوَّاهُ" ، وَالتَّأَوُّهُ: التَّفَجُّعُ الَّذِي يَكْثُرُ حَتَّى يَنْطِقَ الْإِنْسَانُ مَعَهُ بِـ "أَوْهِ" ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ: وَيُقَالُ: أَوَّهْ، فَمِنَ الْأَوَّلِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=887689قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=115لِبِلَالٍ فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ: (أَوْهِ، ذَلِكَ الرِّبَا بِعَيْنِهِ)، وَمِنَ الثَّانِي قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَأَوْهٍ لِذِكْرَاهَا إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا ... وَمِنْ بُعْدِ أَرْضٍ بَيْنَنَا وَسَمَاءِ
وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ
الْمُثَقَّبِ الْعَبْدِيِّ: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهَ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ
وَيُرْوَى: آهَّةَ، وَمِنْ ذَلِكَ
قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّهِ لِأَفْرَاخِ مُحَمَّدٍ" ، وَ حَلِيمٌ مَعْنَاهُ: صَابِرٌ مُحْتَمِلٌ عَظِيمُ الْعَقْلِ، وَالْحِلْمُ الْعَقْلُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=115وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا الْآيَةُ مَعْنَاهُ: التَّأْنِيسُ لِلْمُؤْمِنِينَ،
[ ص: 426 ] وَقِيلَ: إِنَّ بَعْضَهُمْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=27928الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ دُونَ أَمْرٍ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَنَزَلَتِ الْآيَةُ مُؤْنِسَةً، أَيْ: مَا كَانَ اللَّهُ -بَعْدَ أَنْ هَدَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَنْقَذَ مِنَ النَّارِ- لِيُحْبِطَ ذَلِكَ وَيُضِلَّ أَهْلَهُ لِمُوَاقَعَتِهِمْ ذَنْبًا لَمْ يَتَقَدَّمْ مِنْهُ نَهْيٌ عَنْهُ، فَأَمَّا إِذَا بَيَّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ مِنَ الْأُمُورِ وَيَتَجَنَّبُونَ مِنَ الْأَشْيَاءِ فَحِينَئِذٍ مَنْ وَاقَعَ -بَعْدَ النَّهْيِ- اسْتَوْجَبَ الْعُقُوبَةَ. وَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا غَيْبًا فَحُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ فَصَلَّوْا -قَبْلَ أَنْ يَصِلَهُمْ ذَلِكَ- إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَآخَرِينَ شَرِبُوا الْخَمْرَ بَعْدَ تَحْرِيمِهَا قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِمْ، فَخَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَتَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَصْوَبُ وَأَلْيَقُ بِالْآيَةِ.
وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=116يُحْيِي وَيُمِيتُ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهَا يَجِبُ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَلَّا تَجْزَعُوا مِنْ عَدُوٍّ وَإِنْ كَثُرَ، وَلَا تَهَابُوا أَحَدًا فَإِنَّ الْمَوْتَ الْمَخُوفَ وَالْحَيَاةَ الْمَحْبُوبَةَ إِنَّمَا هُمَا بِيَدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَالْمَعْنَى الَّذِي قَالَ صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ، وَلَكِنَّ قَوْلَهُ: "إِنَّ الْقَصْدَ بِالْآيَةِ إِنَّمَا هُوَ لِهَذَا" قَوْلٌ يَبْعُدُ، وَالظَّاهِرُ فِي الْآيَةِ إِنَّمَا هُوَ لَمَّا نَصَّ فِي الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ نِعْمَتَهُ وَفَضْلَهُ عَلَى عَبِيدِهِ فِي أَنَّهُ مَتَى مَنَّ عَلَيْهِمْ بِهِدَايَةٍ فَفَضْلُهُ أَسْبَغُ مِنْ أَنْ يَصْرِفَهُمْ وَيُضِلَّهُمْ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ مِنْهُمْ مَعْصِيَةٌ وَمُخَالَفَةُ أَمْرٍ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِأَوْصَافٍ فِيهَا تَمْجِيدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَعْظِيمُهُ وَبَعْثُ النُّفُوسِ عَلَى إِدْمَانِ شُكْرِهِ وَالْإِقْرَارِ بِعُبُودِيَّتِهِ.