nindex.php?page=treesubj&link=28981_34265nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم فإنه صريح في أنه ابتداء تعرض لأمورهم، وأن ما بين فيه إنما هو مبادئ أحوالهم لاختبار كيفيات أعمالهم على وجه يشعر باستمالتهم نحو الإيمان والطاعة، فمحال أن يكون ذلك إثر بيان منتهى أمرهم، وخطابهم ببت القول بإهلاكهم لكمال إجرامهم، والمعنى: ثم استخلفناكم في الأرض من بعد إهلاك أولئك القرون التي تسمعون أخبارها وتشاهدون آثارها استخلاف من يختبر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14لننظر أي: لنعامل معاملة من ينظر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14كيف تعملون فهي استعارة تمثيلية، وكيف منصوب على المصدرية بـ"تعملون" لا بـ(ننظر) فإن ما فيه من معنى الاستفهام مانع من تقدم عامله عليه، أي: أي عمل، أو على الحالية، أي: على أي حال تعملون الأعمال اللائقة بالاستخلاف من أوصاف الحسن،كقوله عز وعلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7ليبلوكم أيكم أحسن عملا ففيه إشعار بأن المراد بالذات والمقصود الأصلي من الاستخلاف إنما هو ظهور الكيفيات الحسنة للأعمال الصالحة، وأما الأعمال السيئة فبمعزل من أن تصدر عنهم لا سيما بعدما سمعوا أخبار القرون المهلكة، وشاهدوا آثار بعضها فضلا عن أن ينظم ظهورها في سلك العلة الغائبة
[ ص: 128 ] للاستخلاف، وقيل: منصوب على أنه مفعول به، أي: أي عمل تعملون أخيرا أم شرا فنعاملكم بحسبه فلا يكون في كلمة (كيف) حينئذ دلالة على أن المعتبر في الجزاء جهات الأعمال وكيفياتها لا ذواتها، كما هو رأي القائل، بل تكون حينئذ مستعارة لمعنى: أي شيء.
nindex.php?page=treesubj&link=28981_34265nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ فَإِنَّهُ صَرِيحٌ فِي أَنَّهُ ابْتِدَاءُ تَعَرُّضٍ لِأُمُورِهِمْ، وَأَنَّ مَا بُيِّنَ فِيهِ إِنَّمَا هُوَ مَبَادِئُ أَحْوَالِهِمْ لِاخْتِبَارِ كَيْفِيَّاتِ أَعْمَالِهِمْ عَلَى وَجْهٍ يُشْعِرُ بِاسْتِمَالَتِهِمْ نَحْوَ الْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ، فَمُحَالٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِثْرَ بَيَانِ مُنْتَهَى أَمْرِهِمْ، وَخِطَابِهِمْ بِبَتِّ الْقَوْلِ بِإِهْلَاكِهِمْ لِكَمَالِ إِجْرَامِهِمْ، وَالْمَعْنَى: ثُمَّ اسْتَخْلَفْنَاكُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِ إِهْلَاكِ أُولَئِكَ الْقُرُونِ الَّتِي تَسْمَعُونَ أَخْبَارَهَا وَتُشَاهِدُونَ آثَارَهَا اسْتِخْلَافَ مَنْ يَخْتَبِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14لِنَنْظُرَ أَيْ: لِنُعَامِلَ مُعَامَلَةَ مَنْ يَنْظُرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَهِيَ اسْتِعَارَةٌ تَمْثِيلِيَّةٌ، وَكَيْفَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ بِـ"تَعْمَلُونَ" لَا بِـ(نَنْظُرَ) فَإِنَّ مَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ مَانِعٌ مِنْ تَقَدُّمِ عَامِلِهِ عَلَيْهِ، أَيْ: أَيَّ عَمَلٍ، أَوْ عَلَى الْحَالِيَّةِ، أَيْ: عَلَى أَيِّ حَالٍ تَعْمَلُونَ الْأَعْمَالَ اللَّائِقَةَ بِالِاسْتِخْلَافِ مِنْ أَوْصَافِ الْحُسْنِ،كَقَوْلِهِ عَزَّ وَعَلَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالذَّاتِ وَالْمَقْصُودَ الْأَصْلِيَّ مِنَ الِاسْتِخْلَافِ إِنَّمَا هُوَ ظُهُورُ الْكَيْفِيَّاتِ الْحَسَنَةِ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَمَّا الْأَعْمَالُ السَّيِّئَةُ فَبِمَعْزِلٍ مِنْ أَنْ تَصْدُرَ عَنْهُمْ لَا سِيَّمَا بَعْدَمَا سَمِعُوا أَخْبَارَ الْقُرُونِ الْمُهْلَكَةِ، وَشَاهَدُوا آثَارَ بَعْضِهَا فَضْلًا عَنْ أَنْ يُنْظَمَ ظُهُورُهَا فِي سِلْكِ الْعِلَّةِ الْغَائِبَةِ
[ ص: 128 ] لِلِاسْتِخْلَافِ، وَقِيلَ: مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، أَيْ: أَيَّ عَمَلٍ تَعْمَلُونَ أَخَيْرًا أَمْ شَرًّا فَنُعَامِلَكُمْ بِحَسَبِهِ فَلَا يَكُونُ فِي كَلِمَةِ (كَيْفَ) حِينَئِذٍ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُعْتَبَرَ فِي الْجَزَاءِ جِهَاتُ الْأَعْمَالِ وَكَيْفِيَّاتُهَا لَا ذَوَاتُهَا، كَمَا هُوَ رَأْيُ الْقَائِلِ، بَلْ تَكُونُ حِينَئِذٍ مُسْتَعَارَةً لِمَعْنَى: أَيُّ شَيْءٍ.