وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير
وإن كلا التنوين عوض عن المضاف إليه، أي: وإن كل المختلفين فيه المؤمنين منهم والكافرين، وقرأ ابن كثير، ونافع، بالتخفيف مع الإعمال اعتبارا للأصل وأبو بكر لما ليوفينهم ربك أعمالهم أي: أجزية أعمالهم، واللام الأولى موطئة للقسم، والثانية جواب للقسم المحذوف، ولما مركبة من الجارة وما الموصولة أو الموصوفة، وأصلها لمن فقلبت النون ميما للإدغام فاجتمع ثلاث ميمات، فحذفت أولاهن، والمعنى لمن الذي، أو لمن خلق، أو لمن فريق والله ليوفينهم ربك، وقرئ (لما) بالتخفيف على أن ما مزيدة للفصل بين اللامين، والمعنى: وإن جميعهم والله (ليوفينهم) الآية، وقرئ (لما) بالتنوين، أي: جميعا، كقوله سبحانه: أكلا لما وقرأ (وإن كل لما ليوفينهم) على أن "إن" نافية و"لما" بمعنى: إلا، وقد قرئ به. أبي:
إنه بما يعملون أي: بما يعمله كل فرد من المختلفين من الخير والشر خبير بحيث لا يخفي عليه شيء من جلائله ودقائقه، وهو تعليل لما سبق من توفية أجزية أعمالهم، فإن الإحاطة بتفاصيل أعمال الفريقين وما يستوجبه كل عمل بمقتضى الحكمة من الجزاء المخصوص توجب توفية كل ذي حق حقه، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.