سورة النازعات مكية آياتها ست وأربعون
بسم الله الرحمن الرحيم
والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا
والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا الذين ينزعون الأرواح من الأجساد على الإطلاق، كما قاله إقسام من الله عز وجل بطوائف الملائكة رضي الله عنهما، ابن عباس أو أرواح الكفرة، كما قاله ومجاهد، رضي الله عنه، علي وابن مسعود، وسعيد بن جبير، وينشطونها، أي: يخرجونها من الأجساد من نشط الدلو من البئر: إذا أخرجها، ويسبحون في إخراجها سبح الغواص الذي يخرج من البحر ما يخرج، فيسبقون بأرواح الكفرة إلى النار وبأرواح المؤمنين إلى الجنة، فيدبرون أمر عقابها وثوابها، بأن يهيؤها لإدراك ما أعد لها من الآلام واللذات، والعطف مع اتحاد الكل بتزيلي التغاير الذاتي، كما في قوله: ومسروق،
[ ص: 96 ]
إلى الملك القرم وابن الهمام... وليث الكتائب في المزدحم
للإشعار بأن كل واحد من الأوصاف المعدودة من معظمات الأمور حقيق بأن يكون على حياله مناطا لاستحقاق موصوفه للإجلال والإعظام بالإقسام به من غير انضمام الأوصاف الأخر إليه، والفاء في الأخيرين للدلالة على ترتبهما على ما قبلهما بغير مهلة، كما في قوله:يا لهف زيابة للحارث الصا بح فالغانم فالآيب