[ ص: 174 ] 95- سورة التين
مكية وقيل مدنية وآيها ثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون
والتين والزيتون هما هذا التين وهذا الزيتون خصهما الله سبحانه من بين الثمار بالإقسام بهما؛ لاختصاصهما بخواص جليلة، فإن التين فاكهة طيبة لا فضل له غذاء لطيف سريع الهضم، ودواء كثير النفع، يلين الطبع، ويحلل البلغم، ويطهر الكليتين، ويزيل ما في المثانة من الرمل، ويسمن البدن، ويفتح سدد الكبد والطحال. وروى رضي الله عنه أبو ذر أنه أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم سل من تين، فأكل منه وقال لأصحابه:" كلوا، فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذا؛ لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس"، وعن علي بن موسى الرضا: "التين يزيل نكهة الفم ويطول الشعر وهو أمان من الفالج، وأما الزيتون؛ فهو فاكهة وإدام ودواء، ولو لم يكن له سوى اختصاصه بدهن كثير المنافع مع حصوله في بقاع لا دهنية فيها لكفى به فضلا، وشجرته هي الشجرة المباركة المشهود لها في التنزيل، رضي الله عنه بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستاك به، وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة" وسمعته يقول: "هو سواكي وسواك الأنبياء قبلي". معاذ بن جبل وقيل: هما جبلان من الأرض المقدسة يقال لهما بالسريانية: طور تينا وطور زيتا، لأنهما منبتا التين والزيتون، وقيل: التين جبل ما بين ومر حلوان وهمدان، والزيتون جبال الشام لأنهما منابتهما، كأنه قيل: ومنابت التين والزيتون، وقال التين الجبل الذي عليه قتادة: دمشق، والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس، وقال عكرمة وابن زيد: التين دمشق، والزيتون بيت المقدس وهو اختيار وقال الطبري، التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد محمد بن كعب: إيليا، وعن رضي الله عنهما: التين مسجد ابن عباس نوح عليه السلام الذي بناه على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس، وقال التين المسجد الحرام، والزيتون المسجد الأقصى، والصحيح هو الأول، قال الضحاك: رضي الله عنهما: هو تينكم الذي تأكلون وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت، وبه قال ابن عباس مجاهد، وعكرمة، وإبراهيم النخعي، وعطاء، وجابر، وزيد، ومقاتل، والكلبي.