تفسير سورة اقرأ
وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29758_34231_34513_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=treesubj&link=29758_31808_32688_34231_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=treesubj&link=28723_29758_34231_34513_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=treesubj&link=18467_29758_34231_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=treesubj&link=29758_32412_34231_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم nindex.php?page=treesubj&link=30549_32341_32409_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كلا إن الإنسان ليطغى nindex.php?page=treesubj&link=30549_32341_32409_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أن رآه استغنى nindex.php?page=treesubj&link=30347_30532_34513_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إن إلى ربك الرجعى nindex.php?page=treesubj&link=31788_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أرأيت الذي ينهى nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عبدا إذا صلى nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أرأيت إن كان على الهدى nindex.php?page=treesubj&link=32024_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أو أمر بالتقوى nindex.php?page=treesubj&link=30532_30549_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أرأيت إن كذب وتولى nindex.php?page=treesubj&link=29718_30549_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30549_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة nindex.php?page=treesubj&link=30532_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع ناديه nindex.php?page=treesubj&link=29747_30436_30532_30539_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية nindex.php?page=treesubj&link=1886_1900_30614_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كلا لا تطعه واسجد واقترب
هذه السورة أول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه
جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: ما أنا بقارئ فلم يزل به حتى قرأ، فأنزل الله عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق عموم الخلق، ثم خص الإنسان، وذكر ابتداء خلقه
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2من علق فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك بإرسال الرسل، وإنزال الكتب،
[ ص: 1982 ] ولهذا أتى بعد الأمر بالقراءة، بخلقه للإنسان.
ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود، الذي من كرمه أن علم أنواع العلوم.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم. فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو غيره إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أرأيت أيها الناهي للعبد إذا صلى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11إن كان العبد المصلي
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11على الهدى العلم بالحق والعمل به،
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أو أمر غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12بالتقوى .
فهل يحسن أن ينهى من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أرأيت إن كذب الناهي بالحق
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13وتولى عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14ألم يعلم بأن الله يرى ما يعمل ويفعل؟.
ثم توعده إن استمر على حاله، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كلا لئن لم ينته عما يقول ويفعل
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15لنسفعا بالناصية أي: لنأخذن بناصيته، أخذا عنيفا، وهي حقيقة بذلك، فإنها
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فليدع هذا الذي حق عليه العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17ناديه أي: أهل
[ ص: 1983 ] مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزل به،
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة، وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كلا لا تطعه أي: فإنه لا يأمر إلا بما فيه الخسار،
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19واسجد لربك
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19واقترب منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه، وإن كانت نازلة في شأن
أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعذبه وآذاه.
تمت والحمد لله رب العالمين.
تَفْسِيرُ سُورَةِ اقْرَأْ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29758_34231_34513_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=treesubj&link=29758_31808_32688_34231_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29758_34231_34513_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ nindex.php?page=treesubj&link=18467_29758_34231_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=treesubj&link=29758_32412_34231_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ nindex.php?page=treesubj&link=30549_32341_32409_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى nindex.php?page=treesubj&link=30549_32341_32409_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=7أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى nindex.php?page=treesubj&link=30347_30532_34513_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=8إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى nindex.php?page=treesubj&link=31788_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=9أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=10عَبْدًا إِذَا صَلَّى nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى nindex.php?page=treesubj&link=32024_32341_34204_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى nindex.php?page=treesubj&link=30532_30549_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=treesubj&link=29718_30549_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30549_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=30532_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ nindex.php?page=treesubj&link=29747_30436_30532_30539_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ nindex.php?page=treesubj&link=1886_1900_30614_32341_29067nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
هَذِهِ السُّورَةُ أَوَّلُ السُّوَرِ الْقُرْآنِيَّةِ نُزُولًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَإِنَّهَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ فِي مَبَادِئِ النُّبُوَّةِ، إِذْ كَانَ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ، فَجَاءَهُ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالرِّسَالَةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَ، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَرَأَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ عُمُومَ الْخَلْقِ، ثُمَّ خَصَّ الْإِنْسَانَ، وَذَكَرَ ابْتِدَاءَ خَلْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2مِنْ عَلَقٍ فَالَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ وَاعْتَنَى بِتَدْبِيرِهِ، لَا بُدَّ أَنْ يُدَبِّرَهُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَذَلِكَ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ، وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ،
[ ص: 1982 ] وَلِهَذَا أَتَى بَعْدَ الْأَمْرِ بِالْقِرَاءَةِ، بِخَلْقِهِ لِلْإِنْسَانِ.
ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ أَيْ: كَثِيرُ الصِّفَاتِ وَاسِعُهَا، كَثِيرُ الْكَرَمِ وَالْإِحْسَانِ، وَاسِعُ الْجُودِ، الَّذِي مِنْ كَرَمِهِ أَنْ عَلَّمَ أَنْوَاعَ الْعُلُومِ.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فَإِنَّهُ تَعَالَى أَخْرَجَهُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا، وَجَعَلَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ، وَيَسَّرَ لَهُ أَسْبَابَ الْعِلْمِ. فَعَلَّمَهُ الْقُرْآنَ، وَعَلَمَّهُ الْحِكْمَةَ، وَعَلَّمَهُ بِالْقَلَمِ، الَّذِي بِهِ تُحْفَظُ الْعُلُومُ، وَتُضْبَطُ الْحُقُوقُ، وَتَكُونُ رُسُلًا لِلنَّاسِ تَنُوبُ مَنَابَ خِطَابِهِمْ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ، الَّذِي أَنْعَمَ عَلَى عِبَادِهِ بِهَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي لَا يَقْدِرُونَ لَهَا عَلَى جَزَاءٍ وَلَا شُكُورٍ، ثُمَّ مَنَّ عَلَيْهِمْ بِالْغِنَى وَسَعَةِ الرِّزْقِ، وَلَكِنَّ الْإِنْسَانَ -لِجَهْلِهِ وَظُلْمِهِ- إِذَا رَأَى نَفْسَهُ غَنِيًّا، طَغَى وَبَغَى وَتَجَبَّرَ عَنِ الْهُدَى، وَنَسِيَ أَنَّ إِلَى رَبِّهِ الرُّجْعَى، وَلَمْ يُخِفِ الْجَزَاءَ، بَلْ رُبَّمَا وَصَلَتْ بِهِ الْحَالُ أَنَّهُ يَتْرُكُ الْهُدَى بِنَفْسِهِ، وَيَدْعُو غَيْرَهُ إِلَى تَرْكِهِ، فَيَنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أَفْضَلُ أَعْمَالِ الْإِيمَانِ. يَقُولُ اللَّهُ لِهَذَا الْمُتَمَرِّدِ الْعَاتِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11أَرَأَيْتَ أَيُّهَا النَّاهِي لِلْعَبْدِ إِذَا صَلَّى
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11إِنْ كَانَ الْعَبْدُ الْمُصَلِّي
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=11عَلَى الْهُدَى الْعِلْمِ بِالْحَقِّ وَالْعَمَلِ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12أَوْ أَمَرَ غَيْرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=12بِالتَّقْوَى .
فَهَلْ يُحَسَنُ أَنْ يُنْهَى مَنْ هَذَا وَصْفُهُ؟ أَلَيْسَ نَهْيُهُ، مَنْ أَعْظَمِ الْمُحَادَّةِ لِلَّهِ، وَالْمُحَارَبَةِ لِلْحَقِّ؟ فَإِنَّ النَّهْيَ، لَا يَتَوَجَّهُ إِلَّا لِمَنْ هُوَ فِي نَفْسِهِ عَلَى غَيْرِ الْهُدَى، أَوْ كَانَ يَأْمُرُ غَيْرَهُ بِخِلَافِ التَّقْوَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ النَّاهِي بِالْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=13وَتَوَلَّى عَنِ الْأَمْرِ، أَمَا يَخَافُ اللَّهَ وَيَخْشَى عِقَابَهُ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=14أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى مَا يَعْمَلُ وَيَفْعَلُ؟.
ثُمَّ تَوَعَّدَهُ إِنِ اسْتَمَرَّ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا يَقُولُ وَيَفْعَلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ أَيْ: لِنَأْخُذُنَّ بِنَاصِيَتِهِ، أَخْذًا عَنِيفًا، وَهِيَ حَقِيقَةٌ بِذَلِكَ، فَإِنَّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ أَيْ: كَاذِبَةٌ فِي قَوْلِهَا، خَاطِئَةٌ فِي فِعْلِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17فَلْيَدْعُ هَذَا الَّذِي حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=17نَادِيَهُ أَيْ: أَهْلَ
[ ص: 1983 ] مَجْلِسِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ حَوْلَهُ، لِيُعِينُوهُ عَلَى مَا نَزَلَ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ أَيْ: خَزَنَةَ جَهَنَّمَ، لِأَخْذِهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَيَّ الْفَرِيقَيْنِ أَقْوَى وَأَقْدَرَ؟ فَهَذِهِ حَالَةُ النَّاهِي وَمَا تَوَعَّدَ بِهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، وَأَمَّا حَالَةُ الْمَنْهِيِّ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ لَا يَصْغَى إِلَى هَذَا النَّاهِي وَلَا يَنْقَادُ لِنَهْيِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19كَلا لا تُطِعْهُ أَيْ: فَإِنَّهُ لَا يَأْمُرُ إِلَّا بِمَا فِيهِ الْخَسَارُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19وَاسْجُدْ لِرَبِّكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=19وَاقْتَرِبْ مِنْهُ فِي السُّجُودِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ، فَإِنَّهَا كُلَّهَا تُدْنِي مِنْ رِضَاهُ وَتُقَرِّبُ مِنْهُ.
وَهَذَا عَامٌّ لِكُلِّ نَاهٍ عَنِ الْخَيْرِ وَمَنْهِيٍّ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَتْ نَازِلَةً فِي شَأْنِ
أَبِي جَهْلٍ حِينَ نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، وَعَذَّبَهُ وَآذَاهُ.
تَمَّتْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.