مزدلفة ( جمع العشاءين بها ) من يجوز له الجمع ( قبل حط رحله ) لحديث ( فإذا بلغها ) أي قال : [ ص: 582 ] { أسامة بن زيد عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ، ثم توضأ فقلت له الصلاة يا رسول الله فقال الصلاة أمامك فركب فلما جاء مزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت الصلاة فصلى العشاء ولم يصل بينهما } متفق عليه ( وإن صلى المغرب بالطريق ترك السنة ) للخبر ( وأجزأه ) لأن كل صلاتين جاز الجمع بينهما جاز التفريق بينهما ، كالظهر والعصر دفع النبي صلى الله عليه وسلم من بعرفة وفعله صلى الله عليه وسلم محمول على الأفضل
( ومن بعرفة أو مزدلفة جمع وحده ) لفعل فاتته الصلاة مع الإمام ( ثم يبيت بها ) أي ابن عمر بمزدلفة وجوبا لأنه صلى الله عليه وسلم بات بها وقال : { } وليس بركن لحديث { لتأخذوا عني مناسككم عرفة فمن جاء قبل ليلة جمع فقد تم حجه } أي جاء الحج عرفة مزدلفة ( قبل الإمام بعد نصف الليل ) لحديث ( وله ) أي الحاج ( الدفع ) من { ابن عباس مزدلفة إلى منى } متفق عليه . كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله من
وعن قالت : { عائشة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ، ثم مضت فأفاضت بأم سلمة } رواه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أبو داود
( وفيه ) أي مزدلفة ( قبله ) أي نصف الليل على ( غير رعاة و ) غير ( سقاة ) زمزم ( دم ) علم الحكم أو جهله نسيه أو ذكره لأنه ترك واجبا والنسيان إثما يؤثر في جعل الموجود كالمعدوم ، لا في جعل المعدوم كالموجود وأما السقاة والرعاة فلا دم عليهم لأنه صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في ترك البيتوتة في حديث الدفع من عدي ورخص في ترك البيتوتة لأجل سقايته وللمشقة عليهم بالمبيت ( ما لم يعد إليها ) أي للعباس المزدلفة ( قبل الفجر ) نصا فإن عاد إليها قبله فلا دم ( كمن لم يأتها ) أي مزدلفة ( إلا في النصف الثاني ) من الليل لأنه لم يدرك فيها جزءا من النصف الأول فلم يتعلق به حكم كمن لم يأتعرفة إلا ليلا
( ومن مزدلفة ( صلى الصبح بغلس ) لحديث أصبح بها ) أي يرفعه { جابر } وليتسع وقت وقوفه صلى الصبح بها حين تبين له الصبح بأذان وإقامة بالمشعر الحرام ( ثم أتى المشعر الحرام ) سمي به لأنه من علامات الحج واسمه في الأصل : قزح وهو جبل صغير بمزدلفة ( فرقى عليه ) إن سهل ( أو وقف عنده وحمد الله تعالى وهلل وكبر ) لحديث " { جابر المشعر الحرام ورقى عليه فحمد الله وهلله وكبره } ( ودعا فقال : اللهم كما وقفتنا فيه وأريتنا إياه فوفقنا لذكرك كما هديتنا واغفر لنا وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق { أتى عرفات فاذكروا الله فإذا أفضتم من } - الآيتين - إلى { غفور رحيم } ) يكرره إلى الإسفار لحديث مرفوعا { جابر المشعر الحرام حتى أسفر جدا } لم يزل واقفا عند
قال ( فإذا أسفر جدا سار ) قبل طلوع الشمس { عمر } [ ص: 583 ] رواه كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ، ويقولون : أشرق ثبير كيما نغير وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم ، فأفاض قبل أن تطلع البخاري لحديث ويسير ( بسكينة ) { ابن عباس ، ثم قال : أيها الناس إن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فعليكم بالسكينة الفضل بن عباس } أردف النبي صلى الله عليه وسلم محسرا أسرع قدر رمية حجر ) إن كان ماشيا وإلا حرك دابته لقول ( فإذا بلغ { جابر وادي محسر فحرك قليلا } وعن حتى أتى بطن " أنه لما أتى عمر محسرا أسرع وقال :
إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها معترضا في بطنها جنينها