قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=18512_25084_5421_18511_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة (280)عام في الربا وغيره من الديون.
إلا أن الربا يكون في رأس المال لأن الله تعالى جعل لهم رأس المال، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ... وفي غير الربا حكمه بين.
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16097شريح يرى حبس المعسر في غير الربا من الديون، ويرى أن الإنظار مخصوص بالربا.
فإن كان معتقدا لوجوب الزيادة على رأس المال في الربا، وأنه يجب فيه الإنظار بعد التوبة، فهذا خلاف الإجماع، وإن كان يقول في رأس المال يجب الإنظار فإنه واجب، وفي غيره من الديون الواجبة لا يجب الإنظار فهو غلط، فإنه لا فرق بينه وبين غيره من الديون، بحال، بعد أن جعل الله تعالى له رأس المال بعد التوبة.
[ ص: 237 ] نعم إن الله تعالى ذكر الإنظار بعد ذكر الربا وذلك لا يمنع من التعلق بعمومه في الديون كلها.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280فنظرة إلى ميسرة مع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فلكم رءوس أموالكم يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=14871_25272ثبوت المطالبة لصاحب الدين على المدين وجواز أخذ ماله بغير رضاه.
ويدل على أن الغريم متى امتنع من أداء الدين مع الإمكان كان ظالما، فإن الله تعالى يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فلكم رءوس أموالكم فجعل له المطالبة برأس ماله وإذا كان له حق المطالبة فعلى من عليه الدين لا محالة وجوب قضائه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279لا تظلمون ولا تظلمون يدل على أن من عليه رأس المال بالامتناع من أداء رأس المال إليه ظالم، كما أنه بطلب الزيادة ظالم، وأن الممتنع من أداء رأس المال إليه ظالم مستحق للعقوبة وهي الحبس..
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=18512_25084_5421_18511_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ (280)عَامٌّ فِي الرِّبَا وَغَيْرِهِ مِنَ الدُّيُونِ.
إِلَّا أَنَّ الرِّبَا يَكُونُ فِي رَأْسِ الْمَالِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَهُمْ رَأْسَ الْمَالِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ ... وَفِي غَيْرِ الرِّبَا حُكْمُهُ بَيِّنٌ.
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16097شُرَيْحٌ يَرَى حَبْسَ الْمُعْسِرِ فِي غَيْرِ الرِّبَا مِنَ الدُّيُونِ، وَيَرَى أَنَّ الْإِنْظَارَ مَخْصُوصٌ بِالرِّبَا.
فَإِنْ كَانَ مُعْتَقِدًا لِوُجُوبِ الزِّيَادَةِ عَلَى رَأْسِ الْمَالِ فِي الرِّبَا، وَأَنَّهُ يَجِبُ فِيهِ الْإِنْظَارُ بَعْدَ التَّوْبَةِ، فَهَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ، وَإِنْ كَانَ يَقُولُ فِي رَأْسِ الْمَالِ يَجِبُ الْإِنْظَارُ فَإِنَّهُ وَاجِبٌ، وَفِي غَيْرِهِ مِنَ الدُّيُونِ الْوَاجِبَةِ لَا يَجِبُ الْإِنْظَارُ فَهُوَ غَلَطٌ، فَإِنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مِنَ الدُّيُونِ، بِحَالٍ، بَعْدَ أَنْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ رَأْسَ الْمَالِ بَعْدَ التَّوْبَةِ.
[ ص: 237 ] نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ الْإِنْظَارَ بَعْدَ ذِكْرِ الرِّبَا وَذَلِكَ لَا يَمْنَعُ مِنَ التَّعَلُّقِ بِعُمُومِهِ فِي الدُّيُونِ كُلِّهَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ مَعَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=14871_25272ثُبُوتِ الْمُطَالَبَةِ لِصَاحِبِ الدَّيْنِ عَلَى الْمَدِينِ وَجَوَازِ أَخْذِ مَالِهِ بِغَيْرِ رِضَاهُ.
وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْغَرِيمَ مَتَى امْتَنَعَ مِنْ أَدَاءِ الدَّيْنِ مَعَ الْإِمْكَانِ كَانَ ظَالِمًا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ فَجَعَلَ لَهُ الْمُطَالَبَةَ بِرَأْسِ مَالِهِ وَإِذَا كَانَ لَهُ حَقُّ الْمُطَالَبَةِ فَعَلَى مَنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ لَا مَحَالَةَ وُجُوبُ قَضَائِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279لا تَظْلِمُونَ وَلا تَظْلِمُونَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ عَلَيْهِ رَأْسُ الْمَالِ بِالِامْتِنَاعِ مِنْ أَدَاءِ رَأْسِ الْمَالِ إِلَيْهِ ظَالِمٌ، كَمَا أَنَّهُ بِطَلَبِ الزِّيَادَةِ ظَالِمٌ، وَأَنَّ الْمُمْتَنِعَ مِنْ أَدَاءِ رَأْسِ الْمَالِ إِلَيْهِ ظَالِمٌ مُسْتَحِقٌّ لِلْعُقُوبَةِ وَهِيَ الْحَبْسُ..