ولما كان المعنى : وأما هي فإنها وإن أوتيت علما فلم يكن ثابتا ، ولا كان معه دين ، ترجمه بقوله : وصدها أي : هي عن كمال العلم [ ص: 170 ] كما صدها عن الدين "ما" أي : المعبود الذي كانت أي : كونا ثابتا في الزمن الماضي تعبد أي : عبادة مبتدئة من دون الله أي : غير الملك الأعلى الذي له الكمال كله أو أدنى رتبة من رتبته ، وهي عبادة الشمس ليظهر ، ثم علل ذلك إشارة إلى عظيم نعمة الله عليه بالنعمة على أسلافه بقوله : الفرق بين حزب الله الحكيم العليم وحزب إبليس السفيه الجهول إنها وقرئ بالفتح على البدل من فاعل "صد" كانت من قوم أي : ذوي بطش وقيام كافرين أي : فكان ذلك سببا -وإن كانت في غاية من وفور العقل وصفاء الذهن وقبول العلم كما دل عليه ظنها في عرشها ، ما يهتدي له إلا من عنده قابلية الهدي- في اقتفائها لآثارهم في الدين ، فصديت مرآة فكرها ونبت صوارم عقلها.