ثم دل على ذلك بقوله : إن هذا القرآن أي : الآتي به هذا النبي الأمي الذي لم يعرف قبله علما ولا خالط عالما يقص أي : ، من غير زيادة ولا نقص يتابع الإخبار ويتلو شيئا فشيئا على سبيل القطع الذي لا تردد فيه على بني إسرائيل أي : الذي أخبارهم مضبوطة في كتبهم لا يعرف بعضها إلا قليل من حذاق أخبارهم أكثر الذي هم أي : خاصة لكونه من خاص أخبارهم التي لا علم لغيرهم بها فيه يختلفون أي : من أمر الدين وإن بالغوا في كتمه ، كقصة الزاني المحصن في إخفائهم أن حده الرجم ، وقصة عزير والمسيح ، وإخراج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من توراتهم ، فصح بتحقيقه على لسان من لم يلم بعلم قط أنه من عند الله ، وصح أن الله تعالى يعلم كل شيء إذ لا خصوصية لهذا دون غيره بالنسبة إلى علمه سبحانه.