ولما أنعم عليه سبحانه بالإجابة إلى سؤله ، تشوف السامع إلى شكره عليها فأجيب بقوله : قال رب أي : أيها المحسن إلي بكل جميل. ولما كان جعل الشيء عوضا لشيء أثبت له وأجدر بإمضاء العزم عليه قال : بما أنعمت علي أي : بسبب إنعامك علي بالمغفرة وغيرها. ولما كان في سياق ، كرر حرف السبب تأكيدا للكلام ، وتعريفا أن المقرون به مسبب عن الإنعام ، وقرنه بأداة النفي الدالة على التأكيد فقال : التعظيم للنعمة فلن أكون ظهيرا أي : عشيرا أو خليطا أو معينا للمجرمين أي : القاطعين لما أمر الله به أن يوصل ، أي : لا أكون بين ظهراني القبط ، فإن فسادهم كثير ، وظلمهم لعبادك أبناء أوليائك متواصل وكبير ، لا قدرة لي على ترك نصرتهم ، وذلك يجر إلى أمثال هذه الفعلة ، فلا أصلح من المهاجرة لهم ، وهذا [ ص: 259 ] من قول العرب : جاءنا في ظهرته - بالضم وبالكسر وبالتحريك- وظاهرته ، أي : عشيرته.