قل للذي طلب السماحة والندى ... هلا مررت بآل عبد مناف
الرائشين وليس يوجد رائش
... والقائلين هلم للإضياف
والخالطين فقيرهم بغنيهم
... حتى يكون فقيرهم كالكاف
القائلين بكل وعد صادق
... والراحلين برحلة الإيلاف
عمرو العلا هشم الثريد لقومه
... ورجال مكة مسنتون عجاف
[ ص: 265 ] سفرين سنهما له ولقومه
... سفر الشتاء ورحلة الأصياف
وتبع هاشما على ذلك إخوته، فكان هاشم يؤلف إلى الشام وعبد شمس إلى الحبشة ، والمطلب إلى اليمن ، ونوفل إلى فارس ، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه الأمصار بحبال هذه الإخوة - أي عهودهم - التي أخذوها بالأمان لهم من ملك كل ناحية [من هذه النواحي -]، وأفرد الرحلة في موضع التثنية لتشمل كل رحلة - كما هو شأن المصادر وأسماء الأجناس، إشارة [لهم -] بالبشارة بأنهم يتمكنون عن قريب من الرحلة إلى أي بلد أرادوا لشمول الأمن لهم وبهم جميع الأرض بما نشره الله سبحانه وتعالى من الخير في قلوب عباده في سائر الأرض بواسطة هذا النبي الكريم الذي هو أشرفهم وأعظمهم وأجلهم وأكرمهم.