ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير .
قوله تعالى: ما ننسخ من آية .
سبب نزولها: أن اليهود قالت لما نسخت القبلة: إن محمدا يحل لأصحابه إذا شاء ، ويحرم عليهم إذا شاء; فنزلت هذه الآية .
قال الزجاج: إبطال شيء وإقامة آخر مقامه ، تقول النسخ في اللغة: العرب: نسخت الشمس الظل: إذا أذهبته ، وحلت محله ، وفي المراد بهذا النسخ ثلاثة أقوال . أحدها: رفع اللفظ والحكم . والثاني: تبديل الآية بغيرها ، رويا عن والأول قول ابن عباس ، والثاني: قول السدي ، . والثالث: رفع الحكم مع بقاء اللفظ ، رواه مقاتل . عن أصحاب مجاهد وبه قال ابن مسعود ، وقرأ أبو العالية . (ما ننسخ) بضم النون ، وكسر السين . قال ابن عامر: أبو علي: أي: ما نجده منسوخا كقولك: أحمدت فلانا ، أي: وجدته محمودا ، وإنما يجده منسوخا بنسخه إياه .
قوله تعالى: (أو ننسها) قرأ ابن كثير (ننسأها) بفتح النون مع [ ص: 128 ] الهمزة ، والمعنى نؤخرها . قال وأبو عمرو: نسأت الإبل عن الحوض ، فإن أنسأها: إذا أخرتها ، ومنه: النسيئة في البيع . وفي معنى نؤخرها ثلاثة أقوال . أحدها: نؤخرها عن النسخ فلا ننسخها ، قاله أبو زيد: والثاني: نؤخر إنزالها ، فلا ننزلها البتة . والثالث: نؤخرها عن العمل بها بنسخنا إياها ، حكاهما الفراء . وقرأ أبو علي الفارسي . (تنسها) بتاء مفتوحة ونون . وقرأ سعد بن أبي وقاص: سعيد بن المسيب (تنسها) بضم التاء . وقرأ والضحاك: (أوننسها) بنونين ، الأولى مضمومة ، والثانية ساكنة . أراد: أو ننسكها ، من النسيان . نافع:
قوله تعالى: (نأت بخير منها) قال باللين منها ، وأيسر على الناس . ابن عباس:
قوله تعالى: (أو مثلها) أي: في الثواب والمنفعة ، فتكون الحكمة في تبديلها بمثلها الاختبار . (ألم تعلم) لفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه التوقيف والتقرير . والملك في اللغة: تمام القدرة واستحكامها ، فالله عز وجل يحكم بما يشاء على عباده ، وبغير ما يشاء من أحكام .