القول في تأويل قوله تعالى:
[ 6 - 8 ] إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد
إن الإنسان لربه لكنود أي: كفور يكفر نعمه ولا يشكرها، أي: لا يستعملها فيما ينبغي ليتوصل بها إليه.
قال المهايمي: أي: لكفور، فيوجب قتله بهذه الخيول وقهره بهذا الغضب. وعن : الكنود الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده. أبي أمامة
وإنه على ذلك لشهيد أي: وإن الإنسان على كنوده لشهيد يشهد على نفسه به، لظهور أثره عليه. فالشهادة مستعارة لظهور آثار كفرانه وعصيانه بلسان حاله.
[ ص: 6240 ] قال القاشاني: لشهادة عقله ونور فطرته إنه لا يقوم بحقوق نعم الله، ويقصر في جنب الله بكفرانه.
وإنه لحب الخير لشديد أي: وإنه لحب المال والدنيا وإيثارها لقوي، ولحب تقوى الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس، وإنه لحب الخير الموصل إلى الحق شديد منقبض، غير هش منبسط. أو اللام للتعليل، أي: إنه لأجل حب المال بخيل، فلذلك يحتجب به غارزا رأسه في تحصيله وحفظه وجمعه ومنعه، مشغولا به عن الحق، معرضا به عن جنابه.