قوله: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى . آية 62
[634 ] حدثنا ، عن أبي ابن أبي عمر العدني ثنا عن سفيان عن ابن أبي نجيح قال: مجاهد قال سلمان : سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهل دين كنت معهم، فذكر من صلاتهم وعبادتهم، فنزلت: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر .
[635 ] حدثنا ثنا أبي أبو صالح كاتب ، حدثني الليث معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا
فأنزل الله بعد ذلك: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين .
[ ص: 127 ] [636] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن : السدي إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر قال: نزلت هذه الآية في أصحاب ، سلمان الفارسي فبينا هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم فقال: كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: يا سلمان . هم من أهل النار.
فاشتد ذلك على سلمان ، فأنزل الله تعالى هذه الآية: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى حتى جاء عيسى، فلما جاء عيسى كان من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم: فمن لم يتبع محمدا -صلى الله عليه وسلم- منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكا. وروي عن نحو هذا. سعيد بن جبير
قوله: والصابئين
قال أبو محمد: اختلفوا في تفسيره على ثمانية أقاويل، فمن ذلك: [637 ] ما حدثنا ثنا أبو سعيد الأشج أبو نعيم ثنا شريك عن سالم عن قال الصابئين: منزلة بين اليهود والنصارى. سعيد بن جبير
والقول الثاني:
[638 ] ما حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا عن وكيع عن سفيان عن ليث قال: " الصابئين " قوم بين المجوس واليهود والنصارى، ليس لهم دين. وروي عن مجاهد نحو ذلك. عطاء
.
والقول الثالث:
[639 ] ما حدثنا عصام بن رواد ثنا ثنا آدم أبو جعفر عن الربيع عن قال: الصابئين فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور. أبي العالية
وروي عن الضحاك والسدي والربيع بن أنس . وجابر بن زيد
[ ص: 128 ] والقول الرابع:
[640 ] ما حدثنا أبي ثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي ثنا هشيم عن قال: كنا عند مطرف الحكم فحدثه رجل من البصرة عن أنه كان يقول في الصابئين: إنهم كالمجوس، قال الحسن الحكم: ألم أخبركم بذلك؟
والقول الخامس:
[641 ] ما حدثنا قراءة، أنبأ يونس بن عبد الأعلى ابن وهب أخبرني عن أبيه قال: الصابئون قوم مما يلي العراق، وهو بكوش، وهم يؤمنون بالنبيين كلهم ويصومون من كل سنة شهرا ثلاثين يوما ويصلون إلى اليمن كل يوم خمس صلوات. ابن أبي الزناد
والقول السادس:
[642 ] ما حدثنا عصام بن رواد ثنا قال: قال آدم بلغني أن الصابئين يعبدون الملائكة ويقرءون الزبور ويصلون إلى القبلة. أبو جعفر الرازي:
[643 ] حدثنا أبو زرعة ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عن عبد الرحمن بن مهدي معاوية بن عبد الكريم قال سمعت فذكر الصابئين فقال: هم قوم يعبدون الملائكة. الحسن،
والقول السابع:
[644 ] أخبرنا فيما كتب إلي ثنا أبو عبد الله الطهراني إسماعيل بن الكريم ثنا عبد الصمد بن معقل عن أنه قيل له: ما الصابئون؟ قال: الذي يعرف الله وحده وليست له شريعة يعمل بها ولم يحدث كفرا. وهب بن منبه
القول الثامن:
[645 ] ما حدثنا الحجاج بن حمزة ثنا ثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح : قوله: مجاهد والصابئين قال: بين المجوس واليهود، لا دين لهم.
قوله: من آمن بالله
[646 ] حدثنا ثنا أبي حدثني أبو صالح كاتب الليث معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن : قوله: ابن عباس من آمن بالله يعني من وحد الله.
[ ص: 129 ] قوله: واليوم الآخر
[647 ] به عن : ابن عباس واليوم الآخر يعني من آمن باليوم الآخر، يقول: آمن بما أنزل الله.
قوله: فلهم أجرهم عند ربهم
[648 ] حدثنا ثنا أبي هشام بن خالد ثنا شعيب بن إسحاق ثنا عن سعيد بن أبي عروبة قال: أجر كبير لحسناتهم، وهي الجنة. قتادة